بعد أن تبنى مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة الأسبوع الماضي قرارًا بوقف فوري لإطلاق النار في غزة مع امتناع الولايات المتحدة الأمريكية، عندها استبشرت الأوساط العالمية والشرق أوسطية خصوصًا خيرًا بتحول لافت في موقف واشنطن تجاه الحرب الدائرة في القطاع منذ السابع من أكتوبر.
ولم تمر سوى أيام عدة، وتأتي الأخبار على نقيض ما سبق وتتحدث عن مصادقة الرئيس الأمريكي جو بايدن "سرًّا" على حزمة مساعدات أمريكية ضخمة لتل أبيب، رغم تصاعد الخلافات بين الحليفين في الآونة الأخيرة على خلفية الحرب في غزة وتداعياتها، وهذا ما ينسف إعلان واشنطن مؤخرًا بأنها لم تسلّم إسرائيل كل ما تطلبه من أسلحة.
تواطؤ وبرود
ازدواجية وتناقض المواقف الأمريكية عموما تجاه أبرز القضايا العالمية، واجهت مؤخرًا كمًّا هائلًا من الانتقادات اللاذعة والقوية، وآخرها في غزة فقد تعرضت لاتهامات صريحة بالتواطؤ والبرود لإطالة أمد هذه الحرب، حيث تعارض وقف الحرب من جهة، بينما تبدي الأسى والحزن تجاه مقتل الآلاف في غزة؛ ما يدفع لطرح العديد من التساؤلات.
وواجه الرئيس بايدن جملة من الاتهامات بعدم الجدية في الضغط على إسرائيل لوقف الحرب الدائرة في غزة منذ 6 أشهر، إذ يرى مراقبون أن ذلك يعد بمثابة ضوء أخضر لتل أبيب لاجتياح رفح جنوبي قطاع غزة في الوقت الذي يدرس فيه الطرفان خيارات العملية.
وعن ماهية قائمة الأسلحة التي وقعها بايدن "سرًّا" وفق صحيفة "معاريف العبرية"، تشمل الصفقة ألفي قنبلة"MK84" غير الموجَّهة، متعددة الأغراض حرة الإسقاط، ويصل طول الواحدة منها إلى 3.3 متر وتزن الواحدة منها طنًا، حيث استخدمت القوات الأمريكية هذا الطراز من القنابل في حروبها في فيتنام والعراق وأفغانستان، واستخدمتها إسرائيل إبان حرب "الجرف الصامد" عام 2014.
كما تضمنت الحزمة 500 قنبلة من طراز "MK-82" الأصغر حجمًا، وتزن قرابة 250 كيلوغرامًا للواحدة، حيث تعد على خلاف السابقة صاروخًا موجهًا دقيق الإصابة، ويمكنها ضرب أهداف في المناطق التي يتحصن بها عناصر حماس تحت الأرض، إضافة إلى قنابل من طراز "GBU-12/Mk82" الموجهة بالليزر، وأنظمة "JDAM" التي تُعرف باسم ذخائر الهجوم المباشر المشترك، وهي حزمة توجيه تُثبَّت على القنابل غير الموجهة وتحولها إلى أسلحة ذكية.
تصاعد التوتر
يشار إلى أن العلاقات الأمريكية الإسرائيلية دخلت مؤخرًا في مرحلة وصفها مراقبون بالحرجة والحساسة تنذر بتدهورها قريبًا وسط مخاوف من تأثيرها على مستوى الشرق الأوسط على وجه الخصوص والعالمي بشكل عام.
ويرجح خبراء أن تغير اللهجة الأمريكية تجاه إسرائيل ونتنياهو تعود لحسابات انتخابية مع اقتراب ماراثون البيت الأبيض وعدم رغبة الإدارة الأمريكية ممثلة بالرئيس بايدن باستمرار رئيس الوزراء الإسرائيلي على رأس هرم الحكومة جراء عناده وعدم الالتفات للتوجيهات والتحذيرات الأمريكية وأخذها بعين الاعتبار، لا سيما أهمها وأحدثها عملية اجتياح رفح، فهل يدفع نتنياهو ثمن عناده ..؟