قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن حركة حماس نصبت فخًا لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وقع فيه مباشرة، عبر قرارات جعلت إسرائيل، بعد 6 أشهر من الحرب، دولة منبوذة.
وبحسب تقرير للصحيفة، فإن حصيلة 6 أشهر من الحرب لا تتوقف عند عدد القتلى من الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي وعمال الإغاثة والصحفيين وموظفي الأمم المتحدة، بل تتعدى ذلك لتشمل آلام الفلسطينيين المشوهين والأيتام، وآلام الرهائن والمساجين من الطرفين ومعاناة عائلاتهم.
وأكد أن حساب هذه المعاناة قد يستمر مدى الحياة؛ ولن يكفي. والشاهد أن آثار حرب عام 1967، المتمثلة بالأراضي التي لا تزال تحت الاحتلال الإسرائيلي، لا تزال حاضرة من باب الصراع ومعاناة كل الأطراف التي تسعى إلى الأمن والسلام.
وأضاف التقرير، أن الطريقة المُثلى لحساب النصر والخسارة في الحرب لا يجب أن تقف عند ما أحدثت من خسائر في صفوف الخصم، وهنا المقصود حماس، بل يجب أن تنظر إلى ما تكبدت، كإسرائيل، من خسائر بشرية ومادية ومعنوية.
فعلى صعيد حماس، فإنها ما زالت تشعر بالرضا، رغم الأضرار التي لحقت بها، كونها لا تزال قائمة، ولا يزال معظم قادتها الرئيسين في غزة على قيد الحياة وحاضرين؛ علاوة على ما حدث لعدوها اللدود إسرائيل. وفي المقابل، لا تزال إسرائيل بعيدة عن النصر الكامل الذي يتشدق به نتنياهو، بحسب تقرير "الغارديان".
وأضاف: "في حين ظلت إسرائيل طيلة ستة أشهر تطالب العالم بتفهمها، في محاولة منها لتوضيح أنها تواجه عدوًا استثنائيًا؛ مما جعل الحكومات الأجنبية تمنح إسرائيل صبرًا نادرًا، إلا أن هذا الصبر قد نفد الآن بفعل القرارات التي اتخذتها إسرائيل ليس فيما يتعلق بالقتال فقط، بل فيما يتعلق بالمساعدات أيضًا".
والنتيجة هي أن إسرائيل، التي اشتاق مؤسسوها إلى أن يكونوا نورًا للأمم، تقف اليوم كالأبرص بين الأمم.
ولا يكاد العديد من الإسرائيليين يدركون هذا التغيير؛ لأن وسائل إعلامهم لا تُظهر الحرب التي يراها بقية العالم ويشجبها.
وأشار التقرير إلى أن المُلام هنا قادة إسرائيل، وليس شعبها، الذين لم يفعلوا شيئًا لمعالجة الأسباب الجذرية للصراع، والذين لم يتمكنوا من السيطرة على غضبهم ورعبهم، بعد أحداث 7 أكتوبر، ليفكروا بهدوء واستراتيجية كانت ستجعلهم يدركون بأن قتالهم مع حماس وليس سكان غزة.
"والنتيجة أنهم بدلا من ذلك ذهبوا إلى حرب هوجاء زرعت الكراهية في قلوب جيل فلسطيني جديد، وأبقت إسرائيل وحيدة لا تستطيع أن تعمل بمفردها".
وخلُص التقرير إلى أن لا فائز في هذه الحرب المروعة. لكن حماس استطاعت أن تنصب فخًا مميتًا قاد بنيامين نتنياهو، إسرائيل، مباشرة إليه.