قالت صحيفة "الغارديان" البريطانية، إن تحول الموقف الأمريكي والغربي تجاه إسرائيل بعد استهداف قافلة منظمة المطبخ المركزي العالمي جاءت بعد "فوات الآوان" بالنسبة للفلسطينيين.
ولفتت الصحيفة إلى أن تلك الحادثة دفعت الرئيس جو بايدن إلى الدعوة لوقف فوري لإطلاق النار، كما حذّر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن الدعم المستقبلي لإسرائيل سيتوقف على اتخاذ خطوات ملموسة لحماية المدنيين وعمال الإغاثة، وهو ما يمثل بنظر الصحيفة البريطانية تحولاً حاسمًا في مواقف حلفاء إسرائيل تجاه الحرب.
وترى الصحيفة أن تلك التحذيرات لم تلقَ ترحيبًا من قبل عشرات آلاف من الفلسطينيين، رغم أنها قد توفر "بعضًا" من الحماية من الهجمات المستمرة، والتهديدات المقبلة خاصة العملية البرية في رفح، وشبح المجاعة الذي يهدد قطاع غزة.
وأشارت الصحيفة إلى أن مخاوف إسرائيل من فرض عقوبات ووقف شحنات الأسلحة، دفعها إلى الموافقة على فتح معبر إيريز والاستخدام المؤقت لميناء أشدود لإدخال مساعدات لغزة.
بموازاة ذلك، كشفت شهادات مسؤولي المخابرات حول استخدام الذكاء الاصطناعي لتحديد الأهداف في غزة، والقواعد "المتساهلة للغاية" بشأن عدد القتلى المدنيين المسموح به، عدم صحة ادعاءات إسرائيل بتقليل الخسائر من المدنيين.
وتعكس دعوة بايدن وتصويت مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة على قرار يدعو إلى محاسبة إسرائيل على جرائم الحرب، تحول الرأي العام في أمريكا وبريطانيا ضد إسرائيل مع تزايد الدعوات لوقف مبيعات الأسلحة، والمخاوف بشأن انتهاكات القانون الدولي، كما تشير "الغارديان".
وتقول الصحيفة: "حتى لو توقفت الحرب في غزة غدًا، فإن عدد القتلى والجرحى والأيتام والمصابين بصدمات نفسية كفيل بجعل الفلسطينيين يدفعون ثمنًا كبيرًا طوال حياتهم وعلى مدى أجيال مقبلة".
ولفتت إلى أن حلفاء إسرائيل فشلوا في التحرك الحاسم بوقت مبكر من الحرب، ما أدى إلى تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة، الأمر الذي يستلزم بذل جهود عاجلة لتأمين وقف إطلاق النار، وإطلاق سراح الرهائن، وتوفير الإغاثة الإنسانية الشاملة.