يثير الضغط الأمريكي من أجل التوصل لاتفاق تهدئة بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة، التساؤلات حول الأسباب التي تدفع الولايات المتحدة لذلك.
ويسود التفاؤل بشأن قرب التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل بوساطة دولية وإقليمية من شأنه أن يؤدي لتبادل الأسرى والمحتجزين بين الجانبين، ووقف إطلاق النار في غزة، فيما لم يُعلن رسميًّا عن أي اتفاق حتى اللحظة.
ضغوط أمريكية
وأكد تقرير عبري أن "الولايات المتحدة تضغط بكل ثقلها لإنجاز ملف التهدئة بين حركة حماس وإسرائيل في قطاع غزة"، مشيرًا إلى أن "واشنطن ليست مستعدة لأقل من صفقة تبادل أسرى ومحتجزين ووقف لإطلاق النار".
وقال التقرير الذي نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، إن "الولايات المتحدة أكثر تصميماً من أي وقت مضى على التوصل لاتفاق بين حماس وإسرائيل، خاصة وأن أشياء كثيرة تعتمد على هذا الاتفاق".
وأوضح أن "ذلك يأتي بالتزامن مع انسحاب الجيش الإسرائيلي من القطاع وبقاء لواء عسكري واحد فقط"، لافتاً إلى أن مجلس الحرب قام بتوسيع التفويض الممنوح لفريق المفاوضات بشكل كبير بناء على طلب الرئيس الأمريكي جو بايدن.
ونقل عن مصادر وصفها بالمطلعة، قولها إن "رئيس وكالة المخابرات المركزية الأمريكية وضع خطة للتهدئة على طاولة المفاوضات التي يديرها الوسطاء"، مؤكدا أن هناك ضغوطاً أمريكية هائلة لإتمام صفقة.
ووفق التقرير، فإن "الأمريكيين سئموا مماطلة جميع الأطراف، ويريدون أن يروا صفقة للتهدئة"، لافتاً إلى أن هناك تقدماً في محادثات التهدئة واتفاقا على الأمور الأساسية بين جميع الأطراف، بالرغم من التأكيد الإسرائيلي على أن الفجوات لا تزال كبيرة.
أهداف استراتيجية
ورأى المحلل السياسي، أحمد رفيق عوض أن "الضغط الأمريكي بشأن الحرب في غزة يأتي لتحقيق العديد من الأهداف الاستراتيجية، أبرزها رغبة الولايات المتحدة في عودة الهدوء للمنطقة ومنع نشوب حرب إقليمية.
وقال عوض، في حديث صحفي، إن "هناك العديد من الملفات السياسية التي تريد أن تتعامل معها الولايات المتحدة، والتي تؤجلها الحرب الإسرائيلية على غزة"، مبيناً أن طول أمد الحرب مرهق لإدارة بايدن.
وأوضح أن "الإدارة الأمريكية تدرك جيداً أهداف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو من استمرار الحرب بغزة، والتي تتعارض مع أهدافها في المنطقة والعالم، وهو ما يدفعها للمضي قدماً من أجل وقف تلك الحرب".
وأضاف: "بتقديري الضغط الأمريكي سيزداد خلال المرحلة المقبلة خاصة فيما يتعلق بعودة النازحين إلى غزة وشمالها، والعملية العسكرية الإسرائيلية برفح"، مشددا على أن الموقف الأمريكي عامل حاسم بالحرب على غزة.
وبين أنه "من المتوقع أن تؤدي الضغوط الأمريكي لتوافق طرفي النزاع على هدنة بغزة"، قائلاً: "من المؤكد أن هذه الهدنة ستكون على مراحل، وستنتهي باتفاق شامل بين حماس وإسرائيل تكون فيه دول إقليمية طرفًا أساسيًّا".
منع توسع الحرب
بدوره، عبر المحلل السياسي، أليف صباغ عن اعتقاده أن "الولايات المتحدة تعمل على إنهاء الحرب في غزة، من أجل ضمان عدم توسعها لتصبح حرباً إقليمية"، مبيناً أن هناك مخاوف من دخول أطراف أخرى على خط النزاع بين حماس وإسرائيل.
وأوضح صباغ، في حديث صحفي، أن "الهجوم الذي نفذه الجيش الإسرائيلي في دمشق أحد العوامل الرئيسة لزيادة الضغوط الأمريكية لوقف الحرب بغزة"، لافتاً إلى أن وقف الحرب سيدفع إيران لتأخير ردها أو تخفيفه.
وبين أن "الإدارة الأمريكية سئمت من مماطلة نتنياهو بمفاوضات التهدئة، كما أنها تريد أن تولي اهتماماً لعدد من الملفات الداخلية، إضافة إلى حاجة الرئيس الأمريكي للتركيز على الانتخابات المقبلة، خاصة وأن الحرب أثرت على شعبيته".
وأضاف: "الضغط الأمريكي على حكومة نتنياهو سيؤدي إلى تنازلات إسرائيلية غير مسبوقة بمفاوضات التهدئة، وسيكون عاملاً في نجاح جهود الوسطاء الإقليميين والدوليين"، لافتاً إلى أن هذه الضغط تؤكد وجود خلافات بين واشنطن وتل أبيب.
وزاد: "الولايات المتحدة تعمل على بلورة اتفاق إقليمي تكون لبنان جزءاً منه، ويعيد الهدوء للمنطقة، وهي تدرك أن ذلك لا يمكن إلا بصفقة تبادل أسرى بين حماس وإسرائيل، ووقف لإطلاق النار بغزة".
ورجح أن تنجح الضغوط الأمريكية في صياغة مثل هذا الاتفاق قريباً.