شهدت مواقع التواصل الاجتماعي في العراق سجالاً بشأن تمثال الخليفة العباسي أبو جعفر المنصور، بعد مطالب جديدة بإزالته من العاصمة بغداد مقابل دفاع فريق آخر عن التمثال يرفض إزالته.
فيما كتبت مدونة عراقية تحمل لقب "دجلة"، في حسابها بموقع "إكس": "يبدو أن أبو جعفر المنصور هو من سرق 1500 مليار دولار ومن هرب النفط العراقي ومنع استخراج الغاز لصالح بلاد فارس، وهو من يحرق محاصيل الحنطة ويمنع زراعة أرض خصبة ويبعها ليحوّلها لمدن لا يسكنها إلا السراق، ويمنع فتح المصانع والمعامل لفتح أبواب الاستيراد من كل بقاع الأرض".
وأزيل الستار عن التمثال الواقع في منطقة تحمل اسم المنصور أيضاً في جانب الكرخ من العاصمة العراقية، عام 1977، إذ نحته النحات العراقي خالد الرحال في عهد الرئيس أحمد حسن البكر، وبات من أشهر معالم المدينة.
ويشتكي العراقيون من حالة الاقتصاد في بلادهم الغنية بالموارد، إذ نسبة بطالة مرتفعة وتراجع في مستوى الخدمات الأساسية، كالتعليم والصحة والكهرباء، ويلقون باللوم على الطبقة السياسية الحاكمة التي ترتبط بدورها مع جماعات دينية وميليشيات مسلحة.
ويواجه الساسة العراقيون اتهامات بالتهرب من مطالب العراقيين بإثارة النعرات الطائفية عبر قضايا تاريخية جدلية تتعدد الروايات حولها، بينها قضية تمثال المنصور التي أثيرت عدة مرات في السنوات القليلة الماضية.
وشن مدونون عراقيون، بينهم نخب ثقافية، هجوماً وانتقادات حادة ضد ساسة وجماعات دينية في البلاد، واتهموهم بالتهرب من استحقاقات تنموية وخدمية وإثارة الجدل حول تمثال تاريخي.
وبدأ السجال عندما بثت قناة تلفزيونية محلية محسوبة على ساسة وجماعات دينية عراقية شيعية برنامجاً طالب متحدث فيه، يدعى جمعة العطواني، بإزالة تمثال المنصور من العاصمة.
وتحوّل ذلك المطلب إلى سجال بين مدونين من مختلف مناطق العراق، محسوبين على الطائفتين الرئيسيتين في البلاد، السنة والشيعة، يتبنى كل منهما رواية تاريخية مختلفة حول سيرة المنصور، إحداها تعتبره قاتلاً ومجرماً، وأخرى تراه رمزاً وخليفة وبانيًا لبغداد.
وقال محمد فوزي اللامي، وهو ضابط عراقي سابق: "هل تعتقدون أن المطالبة بإزالة تمثال أبو جعفر المنصور وعيد الغدير ستعيد ثقة الناس بكم؟! هل هذه المطالبات هي البديل عن حياة كريمة وآمنة فشلتم في توفيرها".
ومضى، عبر منصة "إكس"، متسائلًا: "هل الشعارات بدل الخبز هو الحل برأيكم كي تغيّر الناس صورتها عنكم أنكم شلة خونة قذرة لا يهمها البلد والمواطن، وعملت لـ 21 عاما لمصالحكم ونزواتكم. إذا هيج تعتقدون فالله يطيح حظكم"