قال رئيس مجلس الدولة الصيني لي تشيانغ، هنا اليوم (الأربعاء)، إن الصين وماليزيا وصلتا بعلاقاتهما إلى نقطة انطلاق جديدة، مضيفا أنهما تتشاركان التطلع للمضي قدما بهذه العلاقات نحو الأجيال القادمة.
أدلى لي بهذه التصريحات في كلمة رئيسية ألقاها خلال حفل أقيم إحياءً للذكرى السنوية الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وماليزيا، واحتفالا بـ "عام الصداقة بين الصين وماليزيا"، حضره لي مع رئيس الوزراء الماليزي أنور إبراهيم.
وأوضح لي أنه كما أشار الرئيس الصيني شي جين بينغ، فإن الصين وماليزيا جارتان تربطهما صداقة عمرها ألف عام، وصديقتان يرتبط قلب كل منهما بقلب الأخرى، وشريكتان في تعاون مربح للجانبين.
وذكر لي أنه على مدار الـ 50 عاما الماضية منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية، التزم البلدان باستقلال الاستراتيجيات والتعاون المربح للجانبين والدعم المتبادل والتقارب الثقافي، مضيفا أن تنمية هذه العلاقات توفر العديد من الخبرات والإلهامات المهمة التي تعد أصولا قيمة مشتركة للجانبين.
وفي سياق إشارته إلى أن العام الجاري يوافق عام الصداقة بين الصين وماليزيا، أوضح لي أن "الصداقة" كلمة تحمل مضمونا كبيرا، وتعد شيئا ثمينا بشكل خاص في عالم اليوم.
وذكر أن هذا العالم يفتقر إلى السلام والهدوء، لكنه لا يفتقر أبدا إلى النزاعات والصراعات؛ والعالم يفتقر إلى العقلانية والتواضع ولكنه لا يفتقر أبدا إلى الأعمال التعسفية والوحشية؛ والعالم يفتقر إلى التعاطف ولا يفتقر أبدا إلى الأنانية والتمركز حول الذات؛ والعالم يفتقر إلى الانفتاح والتعاون ولا يفتقر أبدا إلى الحصار والمواجهة.
وأوضح لي أنه يتعين على العالم زيادة التركيز على التعاون متبادل المنفعة والمربح للجميع، والتخلي بالكامل عن التفكير الصفري وممارساته، مضيفا أنه ينبغي على كل الأطراف في العالم أن يبذل كل منها جهدا أكبر لفهم مشاعر الأطراف الأخرى ورؤية الأمور من منظورها، والتمسك بمبدأ "لا تفعل بالآخرين ما لا تريد أن يفعله الآخرون بك".
وقال إن الاحتفال بعام الصداقة بين الصين وماليزيا لا يهدف فقط إلى تنمية العلاقات الثنائية، ولكن أيضا إلى دعم روح الصداقة ودعوة أطراف أخرى من جميع أنحاء العالم وحشدها للتكاتف والعبور إلى مستقبل مشترك أفضل.
وشدد لي على أن الصداقة كانت السمة المميزة للعلاقات الصينية-الماليزية في الماضي وستظل كذلك اليوم وفي المستقبل.
وتابع قائلا إنه يتعين تعزيز الصداقة التقليدية، وترسيخ أساس العلاقات الثنائية، والسعي نحو تعاون واسع النطاق في سياق بناء مجتمع مصير مشترك صيني-ماليزي.
وأوضح لي أنه يتعين على الجانبين المضافرة بين الاستراتيجيات التنموية وزيادة المصالح المشتركة، من أجل تحقيق المزيد من الفوائد للشعبين.
وقال إنه ينبغي على الجانبين تعميق التبادلات والتعلم المتبادل لتعزيز أساس التقارب بين الشعبين وبناء رابطة أقوى بينهما.
وأضاف لي أنه يتعين على الجانبين أيضا تعزيز التضامن والتنسيق لمواجهة التحديات العالمية معا، والعمل معا لجعل آسيا موطنا ينعم بالسلام والأمان والأمن والازدهار والجمال والمحبة والتناغم.
وفي كلمته، قال أنور إن الصداقة بين ماليزيا والصين تمتد لتاريخ طويل.
وأوضح أنور أنه منذ اتخاذ زعيمي البلدين قرار إقامة العلاقات الدبلوماسية قبل 50 عاما، تمتعت العلاقات الماليزية-الصينية بتنمية قوية، ما جلب منافع هائلة للشعبين.
وقال إن ماليزيا طالما نظرت إلى علاقاتها مع الصين من منظور استراتيجي، لأن تعزيز التعاون الودي مع الصين يصب في المصالح الأساسية لماليزيا، مضيفا أن العلاقات الثنائية لا تتمتع بماضٍ مجيد فقط، ولكنها تحظى أيضا بمستقبل واعد.
وذكر أنور أن ماليزيا تدعم مبادرة الحزام والطريق التي اقترحها الرئيس شي، وتعتزم العمل مع الصين لتعميق التعاون في مجالات مثل التجارة والاستثمار والغذاء والطاقة والاقتصاد الرقمي والحماية البيئية، وتعزيز مشروعات كبرى مثل خط سكة حديد الساحل الشرقي ومشروع "دولتان، منطقتان صناعيتان توأمتان"، وتدعيم التبادلات والتعلم المتبادل بين حضارتي البلدين من أجل فتح عصر جديد في العلاقات الماليزية-الصينية بشكل مشترك.
وقبل الحفل، زار لي وأنور معرضا للصور يؤرخ للذكرى السنوية الـ50 لإقامة العلاقات الدبلوماسية بين الصين وماليزيا، وقدما هدايا تذكارية لبعضهما البعض.