دعا مندوب الصين الدائم لدى الأمم المتحدة فو تسونغ يوم الخميس إلى بذل جهود عالمية لبناء فضاء إلكتروني أكثر سلما وأمنا.
وقال فو في إحاطة لمجلس الأمن بشأن الأمن السيبراني إن "الفضاء الإلكتروني متكامل بعمق مع العالم المادي وهو ركيزة هامة لتنمية المجتمع البشري"، مشددا على ضرورة " ألا يصبح مطلقا ساحة معركة جديدة".
وانتقد فو إجراءات تحديد الفضاء الإلكتروني كـ "مجال للعمليات العسكرية"، وتطوير "قدرات عسكرية سيبرانية هجومية"، وبناء "تحالفات عسكرية إلكترونية".
وحذر من أن مثل هذه الإجراءات تقوض الثقة المتبادلة وتؤدي إلى تصعيد مخاطر حدوث "احتكاكات وصراعات في الفضاء الإلكتروني".
ودعا فو إلى بذل جهود "لبناء فضاء إلكتروني عالمي أكثر نفعا وازدهارا" تدفع فيه الاقتصادات الرقمية والسيبرانية النمو الاقتصادي العالمي.
وحث المبعوث الصيني جميع الدول على تبني سياسات أكثر "نشاطا وانفتاحا وتنسيقا وشمولا" لتعزيز تكنولوجيا المعلومات والاتصالات وضمان أمن السلسلة الصناعية لهذه التكنولوجيا، منتقدا ممارسات تشكيل المجموعات والسعي إلى "الهيمنة التكنولوجية" والتدخل في تنمية البلدان الأخرى.
ودعا السفير إلى "فضاء إلكتروني أكثر إنصافا وتنظيما"، وحث على وضع قواعد دولية مقبولة للجميع. كما حث على الالتزام بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة، مثل "المساواة في السيادة" و"عدم التدخل في الشؤون الداخلية"، وشدد على أهمية ترجمة الإجماع الدولي إلى "قواعد سلوك ملزمة قانونا في الفضاء الإلكتروني".
وأكد المبعوث على الحاجة إلى "بناء فضاء إلكتروني أكثر مساواة وشمولية" لتعزيز التنوع والتفاهم المتبادل بين الحضارات المختلفة.
وحذر من استخدام الفضاء الإلكتروني لنشر التطرف والإرهاب والمعلومات المضللة.
وقال فو إن الصين، التي تضم ما يقرب من 1.1 مليار مستخدم للإنترنت، شيدت أكبر بنية تحتية إلكترونية في العالم وطورت نظام سياسات جيدا لحوكمة الفضاء الإلكتروني، مؤكدا على أهمية مشاركة الصين النشطة في عمليات الأمن السيبراني والتعاون مع الجنوب العالمي.
وجدد فو التأكيد على التزام الصين بالعمل مع المجتمع الدولي لبناء "فضاء إلكتروني أكثر سلما وأمنا وانفتاحا وتعاونا وتنظيما" والتكاتف من اجل بناء "مجتمع ذي مستقبل مشترك في الفضاء الإلكتروني".