بقلم: الدكتورة سهام الخفش
لا يختلف اثنان على أهمية البحث العلمي في حياتنا، سواء أكان بحثاً علميا يختص بتوضيح وتفسير الظواهر المحيطة بنا، والسعي إلى اكتشاف الحقائق والعمل على تطبيقها للاستفادة منها في حياتنا العامة، أو كان بحثاً أدبيا يهدف إلى تحليل الإنتاج الأدبي تحليلا يوضح جماله ومكامن ابداعاته وعناصره، وما يحمل الكاتب بداخله من مشاعر واحاسيس.
وإذا ﮐﺎن التذوق ﻫﻮ اﻷﺳﺎس اﻟﺬي ﻳﻘﻮم ﻋﻠﻴﻪ اﻟﺒﺤﺚ اﻷدبي فإن+ اﻟﺘﺤﻠﻴﻞ ﻫﻮ اﻟﺒﻨﺎء ﮐﻠﻪ.
يعد البحث العلمي من أهم العوامل الأساسية والمفصلية في تقدم الحضارة الإنسانية، ولقد ساهمت البحوث العلمية منذ العصور القديمة في تقدم الشعوب ونموها وازدهارها. وقد عرفت البشرية البحث العلمي منذ العصور القديمة، حيث قامت الحضارات القديمة بالعديد من الاكتشافات، وان كانت تتسم بالعشوائية، وعدم التنظيم، بسبب عدم امتلاك الباحث في تلك العصور إلى وسائل حديثة، وعلى الرغم من هذا فإنها تمكنت من تحقيق عدد كبير من الإنجازات.
لا شك بأننا لفي أمس الحاجة في عالمنا الحاضر إلى البحث العلمي والنقد الأدبي الرصين، وخاصة بأننا نعيش في زمن التكنولوجيا والانترنت والتلفاز، وما يقدّم للمشاهد غزارة بالإنتاج من مسلسلات وأفلام وفيديوهات وغيرها أدى ذلك إلى هجر الروايات والكتب والجرائدـ وأصبحنا في فضاء التكنولوجيا الرحب.
نمتلك في وطننا الحبيب الكثير من الإنجازات والابداعات الأدبية والروائية جديرة بالدراسة والاهتمام والتقدير. حيث كان للروائي والإعلامي رمضان الرواشدة النصيب الأجمل من هذا التكريم والتقدير من خلال الرسالة البحثية للطالبة أريج الطوالبة بعنوان " البناء الفني في روايات رمضان الرواشدة " من جامعة اليرموك، هذه الجامعة التي أحبت الرواشدة وأحبها كونه أحد الخريجيين منها.
لقد أبدعت الباحثة في قراءة الروايات وتحليلها "كشكل أدبيي" وتفكيكه إلى عناصره الأولية وفهم طريقة تنظيم الأجزاء مع بعضها البعض، وتحديد السمات الفريدة للرواية، وبنيتها السردية، وتطور الشخصية، والاستكشاف الموضوعي، ووضع هذه السمات ضمن سياقاتها التاريخية والثقافية. واستكشاف الطرق المختلفة التي تطورت بها الرواية مع مرور الزمن، والوصول إلى السياق والتأثيرات التاريخية والثقافية ونوايا المؤلف وانتمائه.
والشيء الآخر الذي يجب إدراكه هو أن نجاح الباحثة وتميزها على تسليط الضوء على مواطن البناء الفني والجمال في نصوص الرواشدة الأدبية من حيث " الأحداث، والشخصيات، واللغة، والزمان والمكان.
وفي نهاية مقالي بصفتي عضو هيئة تدريس في جامعة، أثمن جهود الطالبة أريج على هذا الابداع واختيارها الموفق لروايات الرواشدة، وأتنمى من طلبتنا في الجامعات الاهتمام والتركيز في بحوثهم على الابداعات الوطنية المحلية وتناولها بشكل نقدي موضوعي وابراز الجانب الفني والابداعي في النص الأدبي، والشكر موصول إلى الروائي الفذ والمميز والإعلامي الأستاذ رمضان الرواشدة، مزيدا من العطاء والابداع.
ولا يمكن أن يصل الانسان بسهولة إلى بساتين النجاح إلا بعد عناء.