ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية،الأحد، بأن جنرالًا كبيرًا في هيئة الأركان العامة للجيش الإسرائيلي يعتقد أن إسرائيل أخطأت عندما تركت لبنان كدولة دون تكبدها خسائر منذ اللحظة الأولى للصراع وركزت فقط على "حزب الله".
وأكد الجنرال على أنه كان لا بد من شن هجمات محدودة على لبنان دون تحويلها إلى حرب شاملة، كما قال: "كان لا بد من أن تكون دولة لبنان في المعادلة منذ اللحظة الأولى، لقد أخطأنا في عدم إدراجها في القتال، حتى لو من خلال شن هجمات خفيفة ضد المصالح الحيوية للبلاد، كنا سنمارس وقتها ضغوطًا دولية وداخلية على لبنان، وكان هذا من شأنه أن يسهم في استمرار القتال".
وبينت الصحيفة أنه في لبنان يدركون جيدًا أن الحرب ضد إسرائيل سوف تلحق خسائر فادحة بمواطني البلاد، كما أن الجيش الإسرائيلي يقول إنه "سيكون الأمر صعبًا هنا، ولكن في بيروت سيكون الأمر أكثر صعوبة بمئة مرة".
وأشارت الصحيفة إلى أحد الأسئلة التي وجهت للوفد الإيراني لدى الأمم المتحدة، والذي جاء فيه "إذا اندلعت حرب واسعة النطاق ضد "حزب الله" اللبناني.. فماذا ستفعل إيران؟ وجاء الجواب كالآتي: أن الهجوم الإسرائيلي على لبنان سيكون بداية "حرب إبادة" ضد إسرائيل.
وقالت الصحيفة إن مسألة دخول إيران على خط المواجهة حال اندلاع حرب مع "حزب الله" احتمال وارد الحدوث، كما أن ذلك يعني أن إسرائيل تمكنت أخيرًا خلال حربها النفسية، من نقل رسالة إلى الغرب مفادها أن إسرائيل جادة تمامًا بشأن نواياها في شن حرب على لبنان، وأن تلك الرسالة لقيت استحسانًا في طهران.
وتتعالى أصوات داخل لبنان تعكس رفضهم للحرب، كما أنها تظهر الضغط الداخلي، والذي ينبع من فهم العديد من المسؤولين في البلاد أن الحرب ضد إسرائيل ستكلف المواطنين ثمنًا باهظًا أكثر مما يحدث الآن، وخاصة في الأطراف الجنوبية بالبلاد، حيث دمر الجيش الإسرائيلي القرى هُناك دون أن يهتم أحد في بيروت.
وتابعت الصحيفة أنه في حالة اندلاع الحرب، لن يكون أمام إسرائيل خيار سوى الرد بكل قوة عن طريق استهداف العاصمة اللبنانية بيروت وتدمير البنية التحتية، ويقول الجيش الإسرائيلي بشأن اندلاع الحرب مع لبنان إن "الأمر سيكون صعبًا، ولكن في بيروت سيكون الأمر أكثر صعوبة مئة مرة"، مذكرًا بأن اللبنانيين لا يملكون قدرة هجومية ثقيلة ودقيقة مثل الجيش الإسرائيلي، وبالتأكيد ليس لديهم أنظمة الدفاع الجوي الأكثر تقدمًا في العالم.
وأكدت "يديعوت" أنه لا يوجد بطبيعة الحال إجماع حول هذه المسألة داخل هيئة الأركان العامة بالجيش الإسرائيلي ويعتقد آخرون أن مثل هذا التحرك قد يؤدي إلى حرب واسعة النطاق، كما أنه سيعزز موقف "حزب الله" باعتباره المدافع عن لبنان، وهذا سيضر بالجهد الرئيس للجيش خلال حربه المُندلعة ضد حركة "حماس" في قطاع غزة.