قد يبدو أن الفطريات التي تسيطر على العالم تشبه "فيلم رعب"، ومع ذلك، ووفقًا للعلماء، فقد حدث هذا بالفعل، ممن تحدثوا عن مجموعة مراوغة بشكل خاص من الفطريات، وهي مجموعة فرعية يطلق عليها "الفطريات المظلمة".
وقال علماء إن هذه الفطريات، التي تجاهلتها الأبحاث حتى وقت قريب، لا ينبغي الاستهانة بها مطلقاً، فرغم أنها غير مرئية للعين المجردة، إلا أنها تمارس تأثيراً قوياً وغامضاً على نظم البيئة في العالم كلل، وفق ما أفادت صحيفة "ميرور" البريطانية.
الطاقة المظلمة
وغالبًا ما تتم مقارنة تأثير هذه الفطريات، بالطاقة أو المادة المظلمة الغامضة المماثلة التي تشكل نظريًا 70٪ من الكون، وتستمر في دفع توسعه، وهي وظيفة مهمة تحير الباحثين حتى الآن، وفق مجلة Scientific American.
وأوضح متحدث باسم جامعة غوتنبرغ: "يشير مفهوم التنوع البيولوجي المظلم إلى الأنواع التي يتم استردادها، من خلال تسلسل الحمض النووي للركائز مثل التربة والمياه، ولكن لم يتم ملاحظة أي عناصر من هذه الأنواع على الإطلاق، ومن المعروف منذ أكثر من عقد من الزمان أن مملكة الفطريات هي موطن للتنوع البيولوجي المظلم، لكن حجم هذا التنوع الفطري المظلم كان موضوعًا لكثير من التكهنات".
300 ألف فطر مظلم
وفي العام الماضي، نشرت الجامعة السويدية بحثًا أظهر أن مملكتنا الفطرية قد تكون "مظلمة بشكل حصري تقريبًا"، وكجزء من هذا، اكتشف العلماء 300.000 فطر مظلم، من بين نصف مليون نوع مختلف.
ويعتقد العلماء أن هذا يشير إلى أن فهمنا للعالم محدود للغاية، مما قد يجعل الدراسات الجيولوجية والمناخية السابقة غير موثوقة.
ويستطرد عالم الأحياء هنريك نيلسون: "على سبيل المثال، كيف تحصل الفطريات الداكنة على طاقتها ومغذياتها؟، وما هي العمليات البيئية والارتباطات التي تشارك فيها؟".
وفي الوقت الحالي، لا يتم أخذ هذه العوامل في الاعتبار في نماذجنا الجيولوجية البيئية لتدفق الكتلة والطاقة في النظم البيئية، وفق العلماء، ولاتزال النتائج غامضة حول البحث بشأن الفطريات "المظلمة"، التي يقولون إنها قد تكون تتربص بنا، حيث لا تكتفي الفطريات بإفساد خبزنا المتعفن، بل إنها تختبئ حولنا في كل مكان، من أعمق نقطة في المحيطات، إلى أعلى جبال شاهقة.