اسئلة عديدة حول اغتيال الشهيد الملك عبدالله الاول ، وقد سبب جلالته يرحمه الله جدلا مستفيضا بسبب مشروعه الوحدوي وموقفه من القضية الفلسطينية ، وتركيزه على الاتحاد مع العراق بعد نجاح وحدة الضفتين .
من المفاوضات السرية التي كان يديرها الملك الشهيد هو انشاء ممر خاص من الاردن الى ميناء حيفا او يافا لتأمين طريق تجاري واطلالة اردنية على البحر الابيض المتوسط ، وامر اخر برز اثناء حرب فلسطين 48 هو اتفاق مشروع الملك عبدالله مع مشروع الكولونيل السويدي برنادوت الوسيط الدولي المعين من هيئة الأمم المتحدة في فلسطين ، الذي يضمن قام الدولة الفلسطينية وحل كل امور اللاجئين ،ويتناقض هذا المشروع مع المخطط الصهيوني .
في هذه المقدمة تتجمع اسباب اغتيال الملك الشهيد ، ولكن كانت القضية امام المتآمرين هي كيفية رسم السيناريو الذي لا يكشف الهوية الحقيقية لمدبر الاغتيال ، ليبقى السؤال هل هم الفلسطينيين ، ام مصر ام بريطانيا ، وحتى بين الفلسطينيين اي فئة هي ومن اي جماعة ؟
عودة الى ماض قريب قبل الاغتيال وبعد وحدة الضفتين ، بادرت مصر الى دعم انشاء حكومة فلسطينية في غزة باسم حكومة عموم فلسطين ، ومقر الحكومة ليس في غزة بل كان في عمارة في القاهرة هي عمارة " الامابوبيليا " وعكست هذه الحكومة مدى الانشقاق بين الطرفين غزة والضفة الغربية ، ثم كيف التحقت قيادات فلسطينية وغيرها في القاهرة وقيل انها كانت تخطط للتخلص من الملك عبدالله ، وكان هناك استغلال لاي شخصية او معلومة او حادثة لحشد العمل لتنفيذ مخطط الاغتيال وكانت المهمة ايضا اخفاء من هم المنفذين ومن هم وراء العملية .
التقيت المرحوم وليد صلاح قبل ربما عشرين سنة في منزله في عمان ، واهداني كتابه الذي وثق فيه محاكمة قتلة الشهيد عبدالله الاول ، وهذا الكتاب طبع في بيروت وكان ممنوعا من دخول الاردن ، وبعدها بسنة او اكثر تم السماح بتداوله في السوق الاردني ، وقال لي رحمه الله ان عملية الاغتيال توافرت لها اسباب عديدة لاخفاء جهة التنفيذ ، ولكن في المحكمة التي كنت رئيسها كانت الادلة واضحة ، ومما ذكره لي ان زوجة احد المتهمين واسمه موسى الحسيني وكان في السجن حضرت الي ، وقالت لي لا يمكن ابدا لزوجي ان يكون من المتآمرين فقلت لها سأتركك تجلسين مع زوجك وتبحثي معه الموضوع ، ثم تخبريني بما وصلت اليه .
وفعلا ادخلتها بخلوة مع زوجها في سجن المحطة ، وبعد اكثر من ساعة خرجت وهي تبكي وتقول " ما كنت اتوقع ابدا ان يكون زوجي مجرما "
ويروي معالي وليد صلاح ان موسى الحسيني قال له : اذا عفوتم عني ساكتب لكم عن كل المؤامرات التي تحاك ضد الاردن "
ولكن حادثة اخرى تثير اسئلة عديدة : فقبل موعد تنفيذ الاعدام بساعة واحدة طلب موسى الحسيني ان يلتقي اللواء عبدالقادر الجندي وهو مساعد رئيس الاركان في الجيش الاردني ، فابلغ عبدالقادر باشا كلوب باشا ليستأذنه في هذا اللقاء ، ولكن الغريب انه تم تنفيذ الاعدام فورا للحيلولة دون ان يكون هناك لقاء قد يثير زوابع من الحقائق .
وامر اخر لا زلنا نحتار في الاجابة عليه وهو ان زوجة موسى الحسيني وهي المانية الجنسية كانت تقيم في عمان بعد اعدام زوجها ، وكان الغريب مشاهدتها باستمرار مع الملحق البريطاني في "فندق نادي عمان " الذي تقيم فيه ، وكتب ذلك علي ابو نوار في كتابه وتلاشت العرب مع اثبات الاسماء لشخصيات اردنية كشاهد عيان ايضا.
ولكن ايضا ما هو مثير ما ورد في كتاب ناصر الدين النشاشيبي في كتابه من قتل الملك عبدالله ؟ وكان هو الى جوار الملك لحظة استشهاده
و لكن هناك شبكة واسعة متنوعة الاهداف هي موجودة وليست تائهة بين مصر والاردن وفلسطين ولندن ، ولكن شبكة التنفيذ كيف تلاقت بين اللحام والخياط والحداد وصاحب مقهى وتاجر الاغنام ؟؟
اغتيال الشهيد الملك عبدالله الاول هو اغتيال لمشروع عربي نهضوي ، واليد التي اغتالته هي بنسبة 90% عربية وتنخفض النسبة احيانا الى 10% عربيا .
ولكن أخلص الى اثبات قرار الحكم من لجنة التحقيق التي كانت برئاسة وليد صلاح والمحكمة العسكرية برئاسة اللواء عبدالقادر الجندي وعضوية العقيد حابس المجالي والعقيد علي الحياري :
"""وفي صباح يوم الثامن والعشرين من أغسطس آب عام 1951 وفي تمام الساعة الحادية عشرة صباحاً حكمت المحكمة بالإعدام على ستة من المتهمين بتدبير مؤامرة اغتيال الملك عبد الله منهم اثنان حُكم عليهما غيابياً ***** وجاء في حيثيات الحكم أن المحكمة واصلت الاستماع إلى أقوال الشهود رغبةً منها في ضمان العدالة بالرغم من الاعترافات الكافية التي أدلى بها عبده عكة وزكريا عكة وعبد القادر فرحات، أما المتهمون الأربعة الذين سمعوا الحكم عليهم بالإعدام فهم الدكتور موسى عبد الله الحسيني ويعمل في مكتب السياحة العربية في القدس وحاصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعتي لندن وبرلين وعبده محمود عكة ويعمل تاجر أغنام وزكريا محمود عكة ويعمل لحاماً وعبد القادر فرحات المعروف بأبي محمد السمير وهو صاحب مقهى في القدس بينما برأت المحكمة الدكتور داوود الحسيني وشقيقه توفيق وكامل الكالوتي والأب ابراهيم عياد من رهبان الفرانسيسكان وسكرتير بطريرك اللاتين في القدس"""