سفينة "تيتانيك"، والتي كان اسمها الكامل "آر إم إس تيتانيك"، وصفها المعاصرون بالضخامة والفخامة وأطلقوا عليها لقب "المارد" نظراً لحجمها الهائل. كانت هذه السفينة البريطانية العملاقة تُعدّ أكبر سفينة ركاب في العالم عند تدشينها. تم بناؤها في مدينة بلفاست، عاصمة أيرلندا الشمالية، وكانت مملوكة لشركة "وايت ستار لاين".
بدأت رحلة "تيتانيك" الأولى في 10 أبريل 1912 من لندن إلى نيويورك عبر المحيط الأطلسي، ولكنها لم تكمل مسيرتها، حيث غرقت في 14 أبريل 1912 بعد 4 أيام فقط من انطلاقها. هذا الحدث المفجع أثار العديد من التساؤلات، أبرزها لماذا لم يتم استخراج حطام السفينة؟
ظل مكان حطام "تيتانيك" غير مكتشف لعقود حتى اكتشفه فريق من العلماء بقيادة عالم المحيطات روبرت بالارد عام 1985. وجدوا الحطام على عمق 13,000 قدم تحت سطح المحيط الأطلسي، وأكدوا استحالة استخراج السفينة من هذا العمق. كما أشاروا إلى أن أجزاء كبيرة من السفينة قد تحللت، وأنها ستختفي تماماً في العقود القادمة نتيجة التحلل.
كانت "تيتانيك" تزن حوالي 53,000 طن، وطولها 269 متراً، وعرضها 28 متراً، وارتفاعها 53 متراً. كانت تحتوي على 11 طابقاً، وعمقها تحت الماء كان 11 متراً. تعمل بمواتير بخارية.
تسبب اصطدام "تيتانيك" بجبل جليدي في 15 أبريل 1912 في حدوث شرخ كبير أدى إلى غرقها الكامل بعد ساعتين وأربعين دقيقة من الاصطدام. كانت السفينة تحمل 2,223 راكباً، نجا منهم 706 أشخاص بينما كان 1,517 في عداد المفقودين.
أشارت التحقيقات إلى سببين رئيسيين لارتفاع عدد الضحايا: عدم كفاية قوارب النجاة وعدم استجابة سفينة قريبة لموقع الغرق. كانت السياسة تُفضّل النساء والأطفال في عمليات الإنقاذ، مما أدى إلى أن تكون الضحايا من الرجال في الغالب.