ان رسالة عمان تمثل رؤية صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني في ديننا الاسلامي الحنيف المعتدل الوسطي الذي ينبذ العنف والإرهاب وكل فكر متطرف ، لقد تبنى جلالته هذه الرسالة في مضمونها وفي دورها المجتمعي الديني وتأثيرها الإيجابي على الأفراد والمجتمعات المختلفة والمتعددة وأفكارها ومذاهبها خاصة في الاونة الاخيرة حيث أصبحنا نرى مذاهب وأفكار متطرفة تحمل في استراتيجيتها العنف وعدم قبول الطرف الآخر فكريا ومذهبيا وعقائديا . فمن هنا انطلقت رسالة عمان التي تبناها جلالته حفظه الله في رؤية ملكية تضم عدد من أصحاب العلم والفكر والفقه الديني من اجل العمل على الخروج بأهداف ومبادئ تدعوا الى الاعتدال والوسطية في الدين بعيدا عن العنف والإرهاب الذي أودى بحياة العديد من المسلمين في الدول العربية وقد كانت هذه الضحايا قد سفكت دمائها بأسم الدين ، فالدين الاسلامي الحنيف المعتدل الوسطي بريئ منهم ومن أفكارهم السامة التي كانت نتائجها العديد من القتلى الأبرياء الذين لاحول لهم ولا قوة . ان رسالة عمان التي تبناها جلالة الملك قد انطلقت في9/9/2004,27رمضان 1425هجري ، داعيا جلالته من خلال هذه الرسالة الحميدة المباركة العالم الإسلامي الى التسامح والوحدة فيما بينهم ونبذ العنف والتطرف الفكري العقائدي فالدين الإسلامي هو دين محبة وسلام دين يتقبل الطرف الآخر ويقبل الحوار. ان الاردن يمثل نموذج مميز في التعايش الديني بين الأفراد في المجتمع الأردني الواحد ، ولله الحمد والمنة، فتجد الاردن قد شكل تركيبة نحسد عليها في التعايش الديني فالمسلم وأخيه المسيحي يعيشون في مدينة واحدة وقد تكونت بينهم صداقة ومحبة فالكل يزور الآخر في المناسبات المختلفة ويقدمون الواجبات إن كانت في الافراح او الاتراح فهذا هو الاردن قد سطر اعظم الآيات والصور في التعايش الديني وفي المحبة والسلام ، اليوم فمن خلال معهد الملك عبدالله الثاني حفظه لإعداد الدعاة وتدريبهم تم دعوة اثنان وثلاثون من الأئمة والوعاض من العالم العربي و الاسلامي للمشاركة في دورة شرح رسالة عمان ومضمونها وأفكارها وأسسها التي دعى إليها جلالة الملك حفظه الله وقد شارك اليوم الأستاذ محمد سدر مساعد امين عام اللجنة الملكية لشؤون القدس والسيد حسام جبريل مدير المعلومات في إلقاء محاضرة عن الاحتلال الإسرائيلي لفلسطين والدور الاردني الهاشمي في رعاية المقدسات الاسلامية (الوصاية الهاشمية )في مدينة القدس والجهود التي بذلتها المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك حفظه الله في الوقوف بجانب الأشقاء الفلسطينين في محنتهم ، حيث تحدث الأستاذ محمد سدر بصورة شاملة حيث تناول عدة نقاط هامة فتحدث عن الاحتلال الإسرائيلي وصوره البشعة بحق الانسانية حيث تعدى هذا الكيان الإسرائيلي جميع الخطوط الحمراء وتحدى القانون الدولي ومنظمات حقوق الإنسان فضرب بعرض الحائط جميع القرارات الدولية التي تنص على إنهاء الاحتلال وإيقاف الحرب وتحدث ايضا عن الوصاية الهاشمية على المقدسات في المدينة المقدسة والتي منذ عهد الشريف الحسين بن علي عام 1924 لحماية المقدسات في القدس والدفاع عنها في وجه المخططات الإسرائيلية الصهيونية ، وعملية التهويد القدس ومقدساتها وهو مخطط صهيوني قديم وجديد خطير يهدد المسجد الأقصى والمدينة المقدسة ويعمل على إخفاء المعالم التاريخية والدينية الإسلامية وطمس هوية المكان ، وذلك من أجل وئد الحقيقة وضياع الحق الإسلامي العربي الفلسطيني . لقد تحدث مساعد امين العام اللجنة للملكية لشؤون القدس السيد محمد سدر بأن المقدسات الإسلامية حضيت برعاية ملكية سامية، فقد كانت بداية الاعمارات في العهد الشريف الحسين بن علي عام 1924 حيث تبرع الشريف بمبلغ 24 الف دينار ذهب لإعمار المقدسات الإسلامية الشريفة فالحرم القدسي الشريف ، بعد تولي المغفور له الملك الحسين بن طلال سلطاته الدستورية أمر بعام 1953 بتشكيل لجنة ملكية خاصة لإعمار المقدسات فقد كان الأعمار شامل لمبنى قبة الصخرة المشرفة منذ 1954 ولغاية 1964 وكانت هذه الأعمال تشمل الترميم وصيانة المحاريب والقباب في ساحة الحرم ، وترميم مصلى النساء والابنية المحيطة بساحة الحرم. لقد ارتبط الهاشميون في رعاية المقدسات الإسلامية دينيا وتاريخيا وكان ارتباط وثيق لا تشوبه اية شائبة وعلى رأس هذه المقدسات وعلى رأسها القدس الشريف اولى القبلتين حرصا منهم على رسالتهم الدينية السمحاء والأخلاقية اتجاه الدين الإسلامي الحنيف فقد ورثوا هذا الارتباط الوثيق من جدهم محمد عليه افضل الصلاة والسلام وتحدث سدر قائلا لقد تكونت اللجنة الملكية للقدس بعد حرب1967 واعيد تشكيلها وتكوينها عام 1994 بأمر المغفور له الملك الحسين بن طلال طيب الله ثراه وبرئاسة سمو الأمير الحسن بن طلال حفظه الله ليكمل الرسالة الهاشمية فمن واجبات اللجنة الملكية جوانب عديدة فكرية وسياسية ودينية فتقوم بنشر الاخبار الموثقة بتقرير اخباري يومي يشرف عليه عدد من أصحاب الاختصاص والخبرة وإلقاء المحاضرات والمشاركة في الندوات وإصدار الأبحاث والدراسات التي تنفي الاقوال الكاذبة والروايات المزيفة للاحتلال الصهيوني فمازال الرعاية الملكية مستمرة ودائمة للمقدسات الاسلامية ومازالت رسالة عمان والحمد لله حية تعيش بيننا في مضمونها وأفكارها وأسسها التي دعى بها جلالة الملك عبدالله الثاني حفظه الله ورعاه .