في لحظةٍ دقيقة من مسيرة البناء الوطني، جاء اندماج حزب "تقدّم” مع حزب "إرادة” ليُشكّل نقطة تحوّل في الوعي الحزبي الأردني، ويُعيد توجيه البوصلة نحو العمل الجماعي المنظّم، بعيدًا عن التشتت، وبما يُعزّز مناعة الدولة ويُكرّس ثقافة المبادرة.
إنّ تأسيس حزب "مبادرة” ليس مجرد دمجٍ إداري، بل هو تعبيرٌ عن نضج سياسي، ووعيٍ عميق بأهمية التكتل البرامجي في خدمة الوطن، ضمن إطار يحترم الثوابت، ويُعلي من شأن القيادة الهاشمية، ويُسهم في ترسيخ الاستقرار المجتمعي والفكري.
هذا التحوّل يُعيد الاعتبار لفكرة الحزب بوصفه شريكًا في التنمية، لا مجرد واجهة تنظيمية. فـ”مبادرة” يحمل في بنيته الفكرية إرث "تقدّم” في وضوح الرؤية، وقوة الخطاب، والتزامه بالمسؤولية الوطنية، كما يحمل من "إرادة” روح الانفتاح، والتمكين، والعمل الميداني.
من منظور وطني شامل، فإنّ هذا الاندماج يُسهم في تعزيز التماسك الداخلي، ويُعيد توجيه الطاقات الشبابية نحو مساراتٍ بنّاءة، ويُكرّس ثقافة الانتماء الفاعل، لا الانتماء الشكلي. وهو خطوة تُعبّر عن إدراكٍ عميق بأنّ المرحلة القادمة تتطلب أحزابًا قادرة على المبادرة، لا الاكتفاء بردّ الفعل.
نحن أمام حزبٍ جديد، لكنه ليس غريبًا عن الوجدان الوطني. "مبادرة” هو امتدادٌ طبيعي لمسيرةٍ حزبيةٍ واعية، تُؤمن بأنّ الأردن يستحق خطابًا سياسيًا يليق به، ويُعبّر عنه، ويُدافع عن هويته، ويُعزّز أمنه واستقراره.