بجهود جلالة الملك عبدالله الثاني وولي عهده الامين حفظهم الله ورعاهم ، جولات دبلوماسية مؤثرة ، تثمر اعتراف بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال وإسبانيا بحق الشعب الفلسطيني في دولته المستقلة.
في زمنٍ تتزاحم فيه التحديات وتشتد فيه الضغوطات، يسطّر الأردن بقيادته الهاشمية الحكيمة من قبل جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين إنجازًا تاريخيا، دبلوماسيًا ، نوعيًا، سيُكتب بحروف من ذهب في سجلات التاريخ. فقد أثمرت الجولات واللقاءات التاريخية التي قام جلالته مع قادة العالم، في أوروبا وآسيا وأمريكا، عن اختراق سياسي طال انتظاره، تمثل في اعتراف رسمي من عدة دول مؤثرة مثل بريطانيا وكندا وأستراليا والبرتغال وإسبانيا بإقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة.
إن هذا الإنجاز ليس محطة عابرة في مسيرة النضال الدبلوماسي الأردني، بل هو ثمرة إصرار وعمل متواصل، ورؤية استراتيجية وضعت القضية الفلسطينية في صدارة الأولويات. لقد تحوّلت هذه الجولات إلى رسائل قوة سياسية وأخلاقية، حملت للعالم حقيقة الموقف الأردني الثابت: أن لا عدل ولا سلام من دون حل الدولتين ودولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، وأن الأمن والاستقرار في المنطقة والعالم يبدأ من القدس وينطلق من فلسطين.
لقد أثبت الأردن مرة أخرى أنه صوت الحق الذي لا يلين، وأن مواقفه الراسخة لا تُقاس بحجم الجغرافيا، بل بعُمق التاريخ وشرف الرسالة. والاعتراف الدولي الأخير بدولة فلسطين هو انعكاس مباشر لجهود أردنية صادقة، آمن أصحابها أن الدبلوماسية ليست مجاملة، بل نضال من أجل قيم الحرية والكرامة.
إنها لحظة تاريخية ترفع المعنويات، وتؤكد أن البذور التي يزرعها الأردن في ميادين السياسة الدولية تنبت اليوم اعترافًا وشرعية، وتقربنا جميعًا من اليوم الذي تصبح فيه الدولة الفلسطينية واقعًا حيًا لا حلماً مؤجلاً. وما هذا إلا تجسيد عملي لنهج القيادة الهاشمية التي لم ولن تتخلى عن القدس وفلسطين مهما طال الطريق.
فلنحتفِ بهذا النصر السياسي، ولنعِ أن الأردن، بقيادته ورجاله الأوفياء، ما زال يخطّ للأمة دربًا يربط بين الثبات على الحق والقدرة على تحقيق الإنجاز، في وقتٍ يحتاج فيه العالم إلى صوت العقل والحكمة أكثر من أي وقت مضى.