يمرّ اليوم الثالث والعشرون من أيلول ثقيلاً على القلوب، يحمل معه ذكرى موجعة برحيل رجل من خيرة رجال الوطن، اللواء الركن المتقاعد عبدالرزاق فهد الخريشا (أبو رائد)، الذي غيّبه الموت قبل ثلاثة أعوام، تاركًا وراءه فراغًا كبيرًا لا يملؤه سوى الدعاء والحنين.
رحل أبو رائد بهدوء، لكنه ترك صدى عميقًا في قلوب عائلته وأصدقائه ورفاق السلاح الذين عرفوه رجلًا شجاعًا، صادقًا، كريم النفس، لا يعرف إلا طريق العطاء والإخلاص.
كان أبًا حنونًا، وأخًا ناصحًا، وقائدًا شامخًا جسّد معنى الوفاء والانتماء، فحياته كانت كلها وقوفًا في صف الوطن وقيادته، وخدمته العسكرية سجلّ ناصع من الشرف والبطولة.
اليوم، وبعد ثلاث سنوات على الرحيل، لا يزال الحزن حاضرًا، والذكريات تطرق أبواب القلوب كل لحظة، وكأن الزمن لم يمضِ. ما أصعب أن نفتقد صوتًا كان يملأ المكان دفئًا، وحضورًا كان يمنح الطمأنينة، ووجهًا كان يرسم البسمة حتى في أقسى الظروف.
رحم الله أبا رائد، وأسكنه فسيح جناته، وجعل سيرته الطيبة باقية ما بقي الزمان. ستظل ذكراه محفورة في القلوب، يُسقى ترابها بالدعاء، وتُزيّن سيرته ميادين الفخر والاعتزاز.