بالدمع تُروى الحروف، وبالوجع يُكتب الرحيل، حين يودّع الوطن فارسًا من خيرة رجاله، وبطلًا من أوفى أبنائه.
رحم الله الفارس خالد فيصل فهد الشخاترة، أحد فرسان الأمن العام، الذي اختاره الله إلى جواره إثر حادثٍ مؤلمٍ أثناء تأديته الواجب، فكان رحيله كبوة فارسٍ لا تُنسى، ومشهد بطولةٍ يُخلّد في ذاكرة الوطن.
يا خالد...
كنتَ من أولئك الرجال الذين لا يطلبون ضوءًا ولا تصفيقًا، بل يعملون بصمتٍ وإخلاص، مؤمنين بأن خدمة الوطن شرفٌ لا يُضاهى.
كنتَ تسابق الريح في أداء مهامك، وعلى صهوة حصانك كنتَ مثال الفروسية والنقاء، تحمل قلبًا أبيض، ووجهًا يشرق بالشهامة، وروحًا لا تعرف إلا العطاء.
وفي لحظة قدرٍ مؤلمة، كبا الجواد، فارتفعت روحك الطاهرة إلى السماء، لتُكتب في سجلّ الخالدين، شهيدًا من شهداء الواجب، وفارسًا من حماة الوطن الأوفياء.
يا فارس الأمن العام،
تركتَ في قلوب رفاقك وجعًا لا يُشفى، وذكرى لا تُمحى.
كنتَ القدوة في الانضباط، والرفيق في الميدان، والابن البار لعشيرتك الشخاترة، التي تفخر بك ما حييت، كما يفخر بك الوطن كله.
نم قرير العين يا خالد،
فصهيلك ما زال يدوّي في الميادين، وصورتك ما زالت تُضيء في القلوب،
ولك في كل بيتٍ من بيوت الأردنيين دعوةُ رحمةٍ وفخر.
سلامٌ عليك يوم ولدتَ حرًّا، ويوم عشتَ فارسًا، ويوم تُبعث بإذن الله مع الشهداء والصالحين.