يُعد المصور خالد سلامة الربيع الخضير من أبرز الوجوه الإعلامية التي تعمل في الظل بصمتٍ وإبداع، جامعًا بين التواضع والتميّز في آنٍ واحد. عرفه الناس على وسائل التواصل الاجتماعي بصفته مصورًا محترفًا يوثّق تفاصيل الحياة اليومية في البادية الوسطى بعدسةٍ تنبض بالصدق والانتماء، وتعبّر عن روح المكان والإنسان معًا.
يعمل الخضير خلف الكاميرا بروح الفنان الذي يرى في الصورة رسالة لا تقل أهمية عن الكلمة المكتوبة. يتنقّل بين الفعاليات والمناسبات الاجتماعية والوطنية، موثقًا اللحظات التي قد تمر على الآخرين مرور الكرام، لكنه يخلّدها في لقطاتٍ تعبّر عن الأصالة والعراقة والجمال الطبيعي للبادية الأردنية.
ورغم ابتعاده عن الأضواء، فإنّ حضوره القوي يُشعر به كل من يتابع أعماله، فهو رجل يترك أثرًا أينما حلّ بعدسته المبدعة. تتحدث صوره عن واقعٍ نابضٍ بالحياة، عن وجوه الناس الطيبة، وعن الأرض التي تنبض كرامةً وشموخًا، لتكون كل لقطة بمثابة وثيقة بصرية تحفظ ذاكرة المكان للأجيال القادمة.
تميّز الخضير أيضًا بأخلاقه العالية وتعاونه مع الجميع، حيث يُعرف بدماثة خلقه وحرصه على إبراز الصورة بأبهى حُلّة، مؤمنًا بأنّ الصورة ليست مجرد لقطة، بل هي رسالة إنسانية ووطنية تعبّر عن الانتماء والوفاء للأرض وأهلها.
إنّ خالد سلامة الربيع الخضير لا يعمل لأجل الشهرة، بل لأجل حبّه العميق للمكان والناس، فكانت عدسته مرآةً صادقةً تعكس جمال البادية وعمقها الإنساني، لتصبح أعماله أرشيفًا حقيقيًا يوثق تراث المنطقة وأحداثها المتنوعة.
فهو نموذج للمصور الميداني المخلص، الذي يصنع الصورة بإحساسه قبل عدسته، ويجعل من فنه وسيلةً للتعبير عن الوطن في أبهى صوره.