في وقت يتجه فيه كثيرون نحو الاستثمار في العقار أو التجارة، اختار الشاب الأردني ليث الدويكات طريقاً مختلفاً، إذ فضّل أن يجعل من قطعة أرض ثمينة في قلب منطقة دابوق الراقية منطلقاً لمشروع وطني وزراعي يحمل رسالة عميقة عنوانها "الخير في الأرض".
ليث، الذي كان بإمكانه استثمار أرضه في مشاريع مربحة بملايين الدنانير، قرر أن يزرعها بيده، ليؤكد أن قيمة الأرض الحقيقية في عطائها وزراعتها لا في بيعها، وأن الزراعة يمكن أن تكون عملاً وطنياً يحمل في جذره رسالة اكتفاء وكرامة.
وانطلاقاً من هذه الفكرة، بدأ ليث الدويكات مبادرة لإعادة إحياء ثقافة الزراعة في الأردن، فقام – ومن ماله الخاص ودون أي دعم من جهة رسمية أو خاصة – بجولات في مختلف محافظات المملكة، وزّع خلالها بذوراً أصلية وشِتلات زراعية مجاناً، بهدف تشجيع المواطنين على الزراعة والإنتاج المحلي.
ومؤخراً، وزّع الدويكات 10 آلاف شتلة زيتون مجاناً في محافظة إربد، في خطوة رمزية تعبّر عن إيمانه بأن "من يزرع يحصد استقلاله"، داعياً الناس إلى الاعتماد على الأرض كمصدر رزق وغذاء، بعيداً عن تحكم الأسواق والمضاربة بأسعار المنتجات الزراعية.
ورغم الهجوم الذي تعرّض له مؤخراً عبر وسائل التواصل الاجتماعي، يؤكد متابعون أن مشروع ليث الدويكات يستحق الدعم لما يحمله من قيم وطنية وإنسانية تسعى لترسيخ مفهوم الأمن الغذائي في المجتمع الأردني.
ويرى كثير من المواطنين أن ليث يمثل نموذجاً للشاب الأردني الطموح الذي يعمل بصمت من أجل وطنه، ويؤمن بأن النهضة تبدأ من الأرض، وأن الزراعة ليست مهنة الماضي بل مستقبل الأمن الغذائي للأردن.
"الأرض أغلى من قيمتها، وزراعتها أفضل من بيعها” — بهذه العبارة يلخّص ليث الدويكات فكرته، مؤكداً أن الخير لا يزال في الأرض وفي من يزرعها بإخلاص.