في مثل هذا اليوم، نستحضر بفخر واعتزاز ذكرى رحيل الفريق الركن مشهور حديثة الجازي، القائد الفذ وبطل معركة الكرامة الخالدة عام 1968، تلك الملحمة التي سطّر فيها الجيش العربي الأردني صفحة من أنصع صفحات البطولة والعزة في تاريخ الأمة العربية والإسلامية.
كان الجازي رمزاً للشجاعة والانتماء، قائداً عرفه رجاله في الميدان قبل أن يعرفه الناس في المناصب، حمل همّ الوطن في قلبه وسلاحه في يده، وأثبت للعالم أن الأردن لا ينكسر، وأن عزيمة جيشه أقوى من كل عدوان.
لقد قاد معركة الكرامة بحكمة القائد وإيمان الجندي، فكانت الكرامة نصراً يليق باسمها، وموقفاً أعاد للأمة ثقتها بقدرتها على المواجهة والثبات.
واليوم، ونحن نعيش في ظلال ذكرى رحيله، نترحم على روحه الطاهرة، وعلى روح المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، الذي وقف شامخاً إلى جانب أبطاله، مؤمناً بأن الوطن لا يُصان إلا بالتضحيات.
نسأل الله العلي القدير أن يتغمد الفقيد بواسع رحمته، وأن يجزيه عن الأردن وجيشه خير الجزاء، وأن يحفظ الوطن وقيادته وجيشه العربي المصطفوي، درع الأمة وسيفها الذي لا يُغمد.