أثار حدث غريب على سطح الشمس دهشة العلماء حول العالم، بعد أن تم رصد انفصال جزء من سطح نجمنا ودورانه حول القطب الشمالي للشمس في شكل يشبه الدوامة القطبية الهائلة، وتم رصد هذه الظاهرة غير المسبوقة باستخدام تلسكوب جيمس ويب الفضائي، الذي وفر رؤية دقيقة لم يسبق لها مثيل للشمس.
وفقا للعالمة المتخصصة في فيزياء الطقس الفضائي، الدكتورة تاميثا سكوف، فإن المادة المنفصلة عن البروز الشمسي بدأت تدور حول القطب الشمالي للشمس، وهو ما اعتبرته "تغييرا لقواعد فهم ديناميكيات الغلاف الجوي الشمسي فوق خط عرض 55 درجة"، وفقا لـ dailygalaxy.
وأضافت أن هذه الظاهرة يمكن أن تساعد العلماء على فهم أعمق لكيفية تحرك المواد الشمسية وتأثيرها على البيئة الفضائية المحيطة بالأرض.
البروزات الشمسية، بحسب العلماء، هي أقواس كبيرة من الغاز تمتد من سطح الشمس، تتكون أساسا من الهيدروجين والهيليوم. وعادةً ما تتبع هذه البروزات مسارات متوقعة، ويعرف العلماء كيفية تصرفها ضمن النشاط الشمسي الطبيعي. لكن ما يحدث الآن يبدو مختلفا تماما، فقد انفصل البروز الشمسي عن الخيط الرئيسي وبدأ في تكوين دوامة شبيهة بالدوامة القطبية بالقرب من القطب، وهو ما لم يتوقعه أي من الباحثين.
قال عالم الفيزياء الشمسية سكوت ماكنتوش: "الأمر غريب جدا، ويطرح سؤالا كبيرا، لماذا تتحرك هذه المادة نحو القطب مرة واحدة فقط ثم تختفي، لتعاود الظهور بعد ثلاث أو أربع سنوات في نفس المنطقة بالضبط؟
وأضاف أن هذا السلوك غير المألوف يعد أحد أكبر الألغاز التي تواجه العلماء في دراسة الشمس.
تجدر الإشارة إلى أن الشمس تتبع دورة نشاط تبلغ 11 عاما، يرتفع فيها وينخفض النشاط الشمسي، بما في ذلك البقع الشمسية والانفجارات والبروزات. في قلب هذه الدورة، يوجد المجال المغناطيسي للشمس، الذي ينعكس كل 11 عاما. وقد لاحظ العلماء سابقا أن المواد تتحرك نحو الأقطاب عندما تصل إلى خط عرض حوالي 55 درجة، لكن الظاهرة الأخيرة تبدو استثنائية وتتجاوز النماذج التقليدية.
ويؤكد العلماء أن متابعة هذه الظاهرة عن كثب قد تقدم رؤى جديدة حول ديناميكيات الشمس، وتساهم في تطوير فهم أفضل لتأثير النشاط الشمسي على الأرض، بما في ذلك الطقس الفضائي والاتصالات ونظم الطاقة، كما أنها تطرح تحديات علمية كبيرة، إذ إن تفسير سبب ظهور المادة في نفس المنطقة بعد عدة سنوات لا يزال غامضا.
هذا الاكتشاف الجديد يسلط الضوء على أهمية التلسكوبات الحديثة مثل جيمس ويب في دراسة الشمس والكون، ويؤكد أن نجمنا ما زال يحمل الكثير من الأسرار التي تنتظر من يكتشفها.