أكد خبراء في مجال الصحة العامة أن "القرفة" تتجاوز كونها مجرد توابل شتوية ذات نكهة مميزة، لتصبح عنصراً محورياً في تعزيز المنظومة الدفاعية للجسم خلال الأشهر الباردة. وأوضح المختصون أن هذه التوابل تمتلك خصائص فريدة ترفع من مستويات الحرارة الداخلية للجسم، مما يمنح شعوراً طبيعياً بالدفء في مواجهة انخفاض درجات الحرارة.
محرك للتمثيل الغذائي ومنظم للسكر
وفي سياق الفوائد الوظيفية، أشار الخبراء إلى الدور الفعال للقرفة في تحسين العمليات الحيوية، حيث تعمل على تنشيط عملية التمثيل الغذائي (الأيض)، مما يسهم بشكل مباشر في دعم خطط إدارة الوزن. كما تبرز أهميتها الطبية في قدرتها على موازنة مستويات السكر في الدم وتقليل حدة الإجهاد التأكسدي، وهو ما يحمي الخلايا من التلف الناتج عن الجذور الحرة.
مكافحة الميكروبات وحماية الشتاء
وتشير الدراسات العلمية إلى أن القرفة تعمل كمضاد طبيعي للميكروبات والالتهابات، مما يجعلها سلاحاً فعالاً في مكافحة العدوى الشتوية. ولتحقيق أقصى استفادة من هذه الخصائص، ينصح الخبراء بدمج القرفة في النظام الغذائي اليومي، سواء عبر إضافتها للمشروبات الساخنة كالحليب والشاي، أو استخدامها كمنكه أساسي للأطباق المختلفة، لتتحول بذلك إلى "سر صحي" يجمع بين الوقاية والدفء.
مركب "سينامالدهيد" (Cinnamaldehyde): هو المكون النشط الرئيسي في القرفة والمسؤول عن معظم فوائدها الصحية. أثبتت الأبحاث أن هذا المركب يمتلك خصائص قوية مضادة للفطريات والبكتيريا، مما يقلل من التهابات الجهاز التنفسي الشائعة في الشتاء.
محاكاة الأنسولين: تعمل القرفة على تحسين حساسية الأنسولين عبر إبطاء تكسير الكربوهيدرات في الجهاز الهضمي، مما يمنع القفزات المفاجئة في سكر الدم بعد الوجبات.
التأثير الحراري (Thermogenesis): تُصنف القرفة ضمن التوابل "المولدة للحرارة"؛ حيث تؤدي إلى زيادة طفيفة في معدل حرق السعرات الحرارية لإنتاج الحرارة، وهو ما يفسر شعور الجسم بالدفء فور تناولها.