تواجه البرازيل تحديًا مزدوجًا بين الاستفادة من ثروات النفط الهائلة في قلب الأمازون وتعزيز اقتصادها، وبين الحفاظ على البيئة الغنية بالحياة البرية والمياه العذبة. وتقف قرية أويابوك على مقربة من الحدود مع جويانا الفرنسية شاهدًا على التحولات الاقتصادية التي أحدثها النفط، حيث بدأت القرية تتحول إلى مدينة ناشئة.
أويابوك: قرية تتحول إلى مدينة ناشئة
تقع أويابوك في أقصى شمال البرازيل على ضفاف حوض الأمازون. وفي أيام الأسبوع، يبيع الصيادون صيدهم في السوق المحلي، بينما يجلب السكان الأصليون منتجات مثل المانديوكا ويشترون الوقود، وفي عطلات نهاية الأسبوع، يزور السياح من جويانا الفرنسية البلدة للتسوق بأسعار منخفضة.
وتظهر التغيرات بوضوح، وفقًا لصحيفة "إنفوباى" الأرجنتينية، من فنادق جديدة على طول الشارع الرئيسي، أحدها سيضم سبعة طوابق ويُفتتح العام المقبل، بالإضافة إلى تجديد مطار صغير على أطراف البلدة، وزيادة حركة طائرات الهليكوبتر في المنطقة.
البرازيل تراهن على النفط لتعزيز الاقتصاد
في 20 أكتوبر، منحت الهيئة البيئية البرازيلية "إيباما" ترخيصًا لشركة بتروناس الوطنية للتنقيب عن النفط على بعد 160 كلم من ساحل أويابوك، في منطقة تعرف بـ"الهامش الاستوائي"، بعد أكثر من عشر سنوات من التحضير وبضغط من الرئيس لولا دا سيلف، يأتي هذا القرار بعد اكتشاف شركة إكسون موبيل 11 مليار برميل من النفط قبالة سواحل غويانا، بقيمة تتجاوز نصف تريليون دولار.
وترى البرازيل في هذه الموارد وسيلة لتعويض احتياطياتها المتناقصة، بعد اكتشافات سابقة في 2006 في ريو دي جانيرو رفعت من مكانتها بين كبار المنتجين عالميًا، ويقدر أن إنتاج البلاد من النفط سيزداد بنسبة الثلث بحلول 2030، مستفيدًا من موارد الهامش الاستوائي.
تحديات بيئية هائلة
تقع حقول النفط الجديدة قرب واحد من أغنى المناطق بيولوجيًا في العالم، مصب نهر الأمازون، الذي يمثل خُمس المياه العذبة التي تصل إلى المحيطات يوميًا، ويحتضن أنواعًا متعددة من الأسماك والدلافين الوردية والحيتان والماناتيز، وقد اكتشف العلماء في 2016 شعابًا مرجانية طويلة تصل إلى 1000 كلم في قاع البحر، ولا يزال الكثير عن ثروات المنطقة البيولوجية والجيولوجية مجهولًا.
الجدل المحلي والتحفظات
يشعر العديد من سكان ولاية أمارابا بالتفاؤل إزاء الفرص الاقتصادية، إذ تشير تقديرات وزارة الطاقة إلى أن الاستثمارات في الهامش الاستوائي قد تصل إلى 280 مليار ريال برازيلي (حوالي 52 مليار دولار) وتوفر نحو 350 ألف وظيفة، ومع ذلك، يبدي بعض السكان الأصليين مخاوفهم من التأثيرات البيئية المحتملة، بما في ذلك تسرب النفط والتأثير على مجرى النهر، مثلما عبر عنه جيلدو ليونسيو.