نيروز الإخبارية : نيروز الإخبارية:
كتب سلطان الحطاب.
لم يغب الصرايرة جمال عن البوتاس طويلاً, وإنما انتقل لمهمة أخرى نائباً لرئيس الوزراء ثم عاد إلى البوتاس قبل أن يبرد مجلسه, والعود أحمد، فقد عاد إلى الإنجاز ودفع العجلة لتستمر وقد حافظ من أولاهم مؤقتاً المسؤولية على استمرار الحال والمكانة, فقد أثبتت المؤسسية التي بناها القدرة على انتظام الدوران والحفاظ على مكاسب الشركة التي عاودت طرح ثمارها الآن في تحويل مبلغ عشرين (20) مليون دينار كدفعة مقدمة للحكومة من رسوم التعدين والضرائب.
فقد وافق مجلس إدارة الشركة على تحويل الدفعة المقدمة قبل موعد استحقاقها (أي أن البوتاس سلفت الموازنة ) وهذه سنة حسنة تراعي الظروف الاقتصادية العامة وهي نموذج لما على الصناعات الأردنية الأخرى وكذلك مصادر التمويل الأساسية للخزينة لأن يجري احتذاء البوتاس للوقوف إلى جانب الحكومة في مواجهة التحديات الاقتصادية الماثلة.
الصرايرة الذي عاد بأريحية إلى البوتاس ممثلاً عن وزارة المالية كان أوفى بما عاهد عليه من جعل الشركة في استمرار تقدمها وتطورها وتكيفها مع مختلف الظروف والحفاظ على مكاسبها ومكاسب العاملين فيها والذي ظل يوليهم رئيس مجلس الإدارة جلّ اهتمامه من حيث ضمان حقوقهم وتحسين ظروفهم وتمكينهم من خدمة شركتهم وإعطائها الأفضل من مجهودهم دائماً.
لقد ارتبط نجاح شركة البوتاس في المرحلة الأخيرة بجهود العاملين فيها وعلى رأسهم إدارتها القائمة حالياً خلاف شركات شبيهة تعثرت لأسباب عديدة منها إدارتها التي لم تحسن القدرة على الإدارة أو التكيف مع الظروف المستجدة.
مجلس الإدارة التي أعاد رئيس المجلس إلى موقعه جاء قراره منسجماً مع الإنجاز ومحافظاً على الشركة, فقد تمكنت شركة البوتاس في عهد رئيس المجلس الحالي والذي امتلك خبرات إدارية واقتصادية ممتدة إضافة إلى خبرته السياسية من خلال المواقع التي تسلمها وأخرها نائب رئيس الوزراء من أن تنفذ مشاريع طموحة وكبيرة ومدروسة ومجدية استهدفت تعظيم الإنتاج والربح وفي نفس السياق تقليل الكلف والإنفاق ولعل الأرقام تؤشر إلى ذلك فقد انخفضت كلف الإنتاج العامة بنسبة وصلت إلى 33% في أخر خمس سنوات سابقة من الآن, وقد أضاف الصرايرة خبرته المكتسبة من موقعه القيادي في اتحاد الأسمدة العربي وكذلك عضويته في الاتحاد العالمي للأسمدة من أن يفتح أفاقاً ويجدد القدرة على التحليق للبوتاس لتحافظ على تطورها وانجازها ورفدها للخزينة بموارد مالية كبيرة, وقد تخطت البوتاس في هذا النهج الناجح بعد رفد الخزينة وتعظيم المداخيل إلى بعد أخر هام افتقرت له كثيراً من الشركات العامة أو تراجعت في أن تؤدي الدور المناسب فيه وهو الدور الاجتماعي أو ما يسمى بالمسؤولية الاجتماعية وفي هذا السياق سجلت شركة البوتاس أرقاماً هي الأعلى والأشمل لمساعدة ليس البيئة المحلية وإنما البيئات المختلفة في المملكة، والتي توزعت عليها برامج البوتاس في المسؤولية الاجتماعية، ولذا أصابت مختلف محافظات المملكة دعم المسؤولية الاجتماعية لها، ومن هنا لا يجوز لأحد أن يقرأ نهج إدارة البوتاس قراءة ضيقة أو جهوية أو بدوافع شخصية فقد أثبتت الجداول الشفافة والأسماء المغطاة بالمسؤولية الاجتماعية حالة من الإنصاف والمساواة والتطبيقات الواضحة والرشيدة والقابلة للمسائلة.
لقد تفاعلت البوتاس كشركة مع كل نقاط ومجسات وهياكل ومكونات المجتمع المدني بايجابية وكفاءة وقدرة على الديناميكية والعطاء لتشمل المسؤولية الاجتماعية مرافق في التعليم والصحة والتعليم العالي والجامعات والتنمية الاجتماعية والخدمات البلدية والأيتام والدورات التدريبية وذوي الحاجات الخاصة والرياضة والشباب والنوادي والجمعيات والمياه والبيئة والثقافة وحتى دور العبادة والنقابات والاتحادات المهنية والطلابية والعمالية المهنية .
لقد صمدت الإدارة وجددت نفسها وأعادت إنتاج أسلوبها ليظل في خدمة نهج الانجاز وتراكمه, وكانت السنوات الست الماضية مسيرة قابلة للتأمل والمحاسبة واثبات قدرة الإدارة على مواجهة التحديات وتذليل الكثير من الصعوبات وإدامة العمل وتحقيق الأرباح وتقديم المزيد من التسهيلات والامتيازات للعاملين كما قامت بتجديد الخطط وزيادة الإنتاج وتحسين النوعية والتوسعة الاستثمارية وكانت مرحلة انتقالية سلسة ما بين تغيير ملكية الشريك الكندي واستبداله بالصيني وبشكل يضرب فيه المثال وهو انتقال نحو الأحسن إذ أن الإدارة ستكون أردنية مع تمثيل مناسب للشريك الصيني في مجلس الإدارة.
إن الإدارة الأردنية المدربة والخبيرة واثقة من نفسها وقادرة على الأداء المميز وملئ الفراغ الناجم على إخلاء الشريك الكندي, فالشريك الصيني سيحصل على ثلاث مقاعد تمثله في مجلس الإدارة تاركاً الإدارة للأردنيين.
لقد استمعت لحديث مسؤول أردني سابق كبير وله اهتمامات اقتصادية ملموسة في ثناءه على أداء الإدارة الأردنية وخياراتها ورؤيتها وقدرتها على مواصلة الانجاز ولعل هذه الشهادة التي استمع لها رئيس مجلس إدارة البوتاس جاءت في وقتها وفي موقعها الهام الذي يسند القرار الصائب.
لقد كانت الأعوام من 2012 وحتى 2018 أعواما مليئة بانجازات مميزة ومتراكمة لشركة البوتاس، حيث دعمت خزينة الدولة وخدمت الاقتصاد الوطني ونهضت بمسؤولية اجتماعية وأيضا توليد فرص العمل وإطفاء البطالة بقدر ملموس.
لقد حققت الشركة وبناءً على تقارير شفافة وأرقام فعلية ما وصل الى (713) مليون دينار ، وحيث وصلت المدفوعات للخزينة من ضريبة التعدين والدخل والضرائب الأخرى المقتطعة إلى (467) مليون دينار في حين بلغ ما قدم للمسؤولية الاجتماعية في تلك الفترة حوالي (54) مليون دينار.
إن الأرقام تحكي رواية شركة ناجحة بفضل إدارة واعية وحريصة ومحتسبة للبعد الوطني ، ولا أريد في هذا السياق أن أغرق هذا التعليق بالأرقام المتوفرة والمعلنة والنافرة.
سأترك هذه الأرقام للمطالعة الواسعة وأتوقف عند مشاريع الشركة خلال هذه الفترة الى التوسع في الإنتاج بواقع (180) ألف طن سنويا بكلفة وصلت إلى (130) مليون دينار، وهناك مشروع سد ابن حماد بكلفة (26) مليون دينار والعمل على زيادته ليصل إلى (33,5) مليون دينار كما أن قائمة المشاريع تطول وتستهدف مضاعفة الإنتاج ليصبح (500) ألف طن بدلا من (250) الف طن سنويا، كما يصيب ذلك الشركة الناجحة وإدارتها وهي شركة “كيمابكو” ليصل انتاجها إلى (175) الف طن بدلا من (130) ألف طن.. وكذلك التوسع في شركة برومين الأردن الناجحة التي فاقت ارباحها (100) مليون ومشروع توليد الكهرباء من خلال الغاز الطبيعي.
إن الإدارة الكفوءة في البوتاس اليوم هي ضمانة لاستمرار كل ذلك وتطوره وهي نموذج يحتذى ليبني عليه وما الأصوات المتحشرجة التي حاولت النفاذ في الفترة السابقة إلا صيحات من الرطانة تذوب وتذهب كالزبد الذي لا يمكث كما البوتاس التي تخصب الزراعة وتجعلها مضاعفة الإنتاج.
لقد رصدت ردود الفعل الواسعة في أوساط العاملين في البوتاس وكثير من الشرائح الاقتصادية والاجتماعية لأحس بمدى الترحيب الواسع وشبه المجمع على عودة إدارة جمال الصرايرة الذي أثبت نهجه نجاحا متصلا وكان لإشرافه على مرحلة التحول الانتقالية في الأيام الماضية ما جعل العبور للمستقبل سلسا ومتصلا بلا انقطاع من النجاح.
وها هو شريك كبير وقادر على الاستثمار والاستيراد للمنتج قادم يبشر بمزيد من المكاسب وتوفير التدريب والخبرات, وها هي إدارة البوتاس التي صممت الانتقال السلس واختيار الشريك تمضي في خدمة هذا المشروع الوطني واثاره القوية والملموسة في خدمة الاقتصاد الوطني.
البوتاس الان في أيدي أمينة متطورة ومتطلعة لإنفاذ الخطط الموضوعة على مكتب رئيس مجلس الإدارة والذي يحظى بقبول وتأييد واسع