نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية:
كتب : عماد المرينة بني يونس
من المعلوم لدينا جميعاً بأنه كلما زاد عدد أفراد الأسرة زادت التكاليف الواقعة على رب الأسرة ، وبهذا يفترض أن تكون زيادة الرواتب متناسبة تناسباً طردياً مع طول خدمة الموظف وعدد أبناءه ، سواء كان يخدم في القطاع العسكري أو المدني ، ما يتلائم مع مصروفاته الشهرية دون زيادة فيها أو نقصان .
إلّا أنَّ الموظفين الذين ينهون خدمتهم ويخرجون من عملهم ، يتفاجئون بنقصان ثلث راتبهم على الأقل ، دون الأخذ بعين الإعتبار أن هذا الموظف لديه أسرة أصبحت في ذلك الوقت مستهلِكة ، فمن أبناءهم ما زال على مقاعد الدراسة ، ومنهم من التحق بالجامعات ، وكل أؤلئك بحاجة إلى مصروف يومي ، ناهيك عن مستلزمات العيش الأخرى ، من مأكل ومشرب ومَلبس ، ومناسبات اجتماعية وغيرها من المستلزمات الإجبارية الأخرى كالفواتير والضرائب.
ومن المؤسف جداً ، أن أرى رجلاً بعمر والدي غزا الشيب نصف رأسه يقف على عتبة المستشفى في هذه الأجواء الباردة ، ليحافظ على أمنه وحمايته ، جرآء مبلغ زهيد من المال ، ليكمل به مصاريفه الشهرية. والسبب... هو أن معاشه الذي حصل عليه بعد التقاعد ، لا يساوي شيئ ، ولا يستطيع به العيش وأسرته كباقي الأسر في وسط الزحام الإقتصادي الذي نعيشه الآن .
هذا الموظف الذي عركته الحياة في ميادين العسكرية ، ونالت من شبابه ، حيث نخر البرد عظامه ، وكوت الشمس جبهته ، وقضى جُل وقته مدافعاً عن الوطن ، للذود بأبنائه من أي عدوان ، وكان من المحتمل أن يكون مشروع شهيد في يوم من الأيام ، وكل ذلك من أجل رفعة الوطن.
#أما آن الأوان لتلك الجباه السمر أن تجلس وسط أسرها لتتعرف عليها عن كثب .
#أما آن لهم أن يمارسوا حياتهم كبقية رفاقهم في المجتمع المدني.
#أما أن لهم أن يجلسوا في ليالي الشتاء مع أسرهم حول المدفئة ليشعروا بدفء المكان.
ما أود الإشارة اليه هنا أنه من الواجب على حكومتنا أن تلتفت لتلك الفئة المستضعفة من المتقاعدين العسكريين منهم والمدنيين ، والذين ظُلموا في رواتبهم التقاعدية ، وأن تساوي رواتبهم بما يتلائم مع متطلبات العيش الكريم لهم ولأسرهم ، لكي تبق كرامة الإنسان الذي نادى بها الإسلام ، وتحقيقاً لشعار الملك الباني المغفور له الحسين بن طلال ( الإنسان أغلى ما نملك ) .
ونحن كأفراد مجتمع أيضاً ، يجب علينا أن نلتفت اليهم بعين ملؤها المحبة والاحترام ، على ما يقومون به من جهد شاكرين لهم حسن التعاون ، فالكلمة الطيبة لا تكلفك شيئاً ، ولكنها لها أثرها في قلوبهم ، ولنكن مجتمع متعاون ومتكافل تسوده الألفة والمحبة.
لتلك الهامات والقامات ترفع القبعات ، وتنحني الجباه ، فكل كلمات الشكر والكفاح تخجل مصارحتكم ، لما خدمتم به وطنكم وكافحتم به من أجل أسركم ، بارك الله فيكم وأمدكم بموفور الصحة والعافية.
دمتم ودام قلبكم ينبض بالعطاء