نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية
بقلم : عماد المرينة بني يونس
المثل : هو قول موجز بليغ قاله السلف للخلف في مناسبة ما ، أرادوا منه التوعية والنصح والإرشاد ، لكي لا تقع في المحظور وتندم حين لا ينفع الندم .
وعندما استوقفني هذا المثل ، فكرت ملياً بالمناسبة التي ذكر فيها وبعد الرجوع لمصادري ، تبين لي أنه ضرب بمناسبات عدة منها مناسبة الزواج ، فإذ ما أراد الشخص الزواج ذكّروه بذلك المثل عله يرجع إلى رشده،ويتناسى ما هو غارق فيه من حب وهيام سيمحوه الزمن يوماً ما
والعبرة منه : هو أن الفتاة ذات البلد الواحد ، والعرف الواحد ، والدين الواحد ، والتي تجمعك بها العادات والتقاليد ، وخروجك وأياها سويا من رحم المعاناة ، هي أقدر على فهمك واستيعابك والتعايش معك من أي فتاة أخرى، كنتَ قد قدمتَ بها من طبقة أخرى قد لا تتساوى معها إجتماعياً أو فكرياً أو مادياً ، والنتيجة قد تكون وخيمه وستقع حتماً على رؤوس الأبناء وهم أبناء بلدي في النهاية.
وبالأخص إذ كان العريس مديون ، وليس لديه أية موارد أخرى ، لدفع النفقة المستحقة عليه للزوجة الأولى ،ولطلب الزواج مرة أخرى .
ومن هنا يمكن لنا القياس على ذلك المثل ، من خلال تشكيل الحكومات في بلد ليس لديه أية موارد ، للنهوض من الأزمة الإقتصادية التي ألمّت به ، نتيجة تخبطات إدارية شهدتها المملكة خلال حكومات مضت ، كانوا فرسانها ينادون بالإصلاح ومكافحة الفساد ، إلا أنهم ساهموا ملياً بتشكل المديونية لوصولها لسقفها الأعلى ، فما عدنا قادرون على دفع المستحقات التي ترتبت علينا ، ولا نحن عازمون على الإتيان بمن ينجينا مما نحن فيه.
ولو تنبهنا ذات يوم لذلك المثل ، لهون علينا الكثير مما نحن عليه الآن فما عادت أقلامنا قادرة على وصفكم ، لتدني مستوى الرؤية ، فالأجواء ضبابية للغاية ، والسير على مهل أمر الزامي ، وإلا ستذهب بعد أمتار قليلة بلا شك في ذلك.
وانطلاقاً من المنصة الحكومية الإلكترونية ، التي أصدرت حديثاً تحت عنوان #حقك_تعرف ، أوجه سؤال لصانعي القرار والمطبخ السياسي عن الفرسان من أبناء جلدتي ، الذين خرجوا من رحم المعاناة كأمثال وصفي وغيره من الغيورين على مصلحة الوطن والذين انمازوا على أقرانهم بتفوقهم وقدرتهم على حل الأزمات ، لماذا لا يبرزون ذات يوم ويكونون من صنعة القرار؟ ليساهموا حقاً في كف الأذى عن الوطن والمواطن ، وأخص بالذكر ممن تتوفر لهم قاعدة بيانات شمولية في عملهم وعن وضع الوطن منذ التأسيس .
( أين هم من صناعة قراراتكم وتشريعاتكم ) أليس لهم الحق في المشاركة السياسية الفاعلة ؟ أم أنهم لا يستطيعون مجاراة الطبقة المخملية بما تملك من أفكار عظيمة من شأنها تعيق الحداثة وترجعناً زمن للوراء.
#حقنا_نعرف_وبدنا_نعرف