نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية :
بقلم العميد م حسن ابوزيد
ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله امواتاً بل احياء عند ربهم يرزقون
(صدق الله العظيم)
كتب: العميد حسن فهد ابوزيد
الشهيد الملازم اول الطيار المقاتل هشام محمد علي ابو زيد احد فرسان سلاح الجو الملكي الاردني لاقى وجه ربه وهو في ريعان الشباب اثناء تأدية الواجب التدريبي الذي تسبب بسقوط طائرته علماً انه حاول جاهداً ان ينقذ نفسه وينقذ طائرته لكن القدر كان اسرع من ذلك بكثير ليضحي بنفسه ويسقط شهيداًَمروياًبدمه الزكي الطاهر ثرى الوطن الطهور
الشهيد الملازم اول الطيار هشام محمد ابو زيد ,من مواليد مدينة سحاب ولد في 16 من شهر حزيران عام 1960 والده ممن كان له شرف المشاركة في معركة الكرامة الجندي (محمد علي ابوزيد) قاتل الي جانب زملاءه في الكرامة لكن تقادير الله سبحانه وتعالى لم يكتب له الشهادة وما زال والحمدلله حي يرزق نشأ الشهيد الطيار وترعرع في كنف والده وبدأ دراسته الابتدائية والاعدادية في مدارس سحاب وانهى الثانوية العا مة في مدرسة (بلاط الشهداء الثانوية) وكان متفوقاً في دروسه ومنذ الصغر كانت تراوده فكرة الطيران حيث كان يقوم بعمل اطباق الطائرات الورقية وبعمل مجسمات وهياكل طائرات من السلك لحبه الشديد لهذه المهنة من هنا كانت منذ البداية رغبته ويحدوه الأمل بالانتساب لسلاح الجو الملكي لحبه الشديد لهذه لمهنة الطيران الي ان تحققت له هذه الرغبة واصبح الحلم حقيقة فبعد انهاءه مرحلة الثانوية العامة كتب الله له دراسة الطيران في الفلبين وبعد انهاء دراسته في الفلبين عاد الي الاردن ليخدم وطنه وتحققت رغبته بالالتحاق بسلاح الجو الملكي الاردني بعد ان اجتاز كافة الفحوصات المطلوبة منه والتي تؤهله لذلك وانظم الي زملاءه في كلية الملك حسين الجويه – في السرب 17 كطيار حربي مقاتل على طائرة الميراج حيث كان طيارأ محترفاً بشهادة زملاءه ومدربيه
كان شهيدنا البطل مميزأ بين زملاءه واحتصل على عدد من الدورات الخاصة بالطيران والتي زادت من كفاءته التدريبية والقتالية في مجال الطيران
وشهد له العديد من زملاءه بأدبه واخلاقه وكفاءته حيث كان محبوباً لدى الجميع وكان يقوم بكل ما يطلب منه على اكمل وجه
في احدى الطلعات التدريبة وبسبب خلل فني طارئ أصاب الطائرة في احدى مهامه التدريبية يوم الاثنين الموافق 18/2/ من عام 1985 فقد بسببه السيطرة على الطائرة بعد ان حاول جاهداً كل الجهد ان يحفظ الطائرة من ان تصاب بأذى لكن تقادير الله وقضاءه سبحانه وتعالى شاءت الاقدار ان تسقط طائرته ليستشهد في الارض التي عشقها وهو ما زال في ريعان الشبااااب ويختلط دمه الزكي الطاهر بثرى الاردن الطهور شهيدنا البطل كان خاطباً وعلى وشك الزواج وكان يرتب امور الزواج حيث التقيته بمديرية التوجيه المعنوي قبل استشهاده باسبوع كان يريد ان يحصل على بعض الصور الخاصة له بعمل معاملة دفتر عائلة استعداداً لا ستكمال مراسم الزواج لكن تقادير المولى عز وجل كانت قد جهزت له معاملة اهم واسمى من ذلك بكثير وهي معاملة الاستشهاد وملاقاة رب العباد
فشيعت القوات المسلحة الاردنية الباسلة جثمانه الطاهر بجنازة عسكرية كبيرة وبمراسم مهيبة من مسجد سحاب الكبير الي مثواه الاخير في المقبرة الاسلامية في سحاب وخيم الحزن الشديد على اهالي المدينة الذين شاركوا عن بكرة ابيهم بالجنازة هم وزملاء الشهيد وتكريماً له اطلق اسمه على عدد من الشوارع في كل من سحاب مسقط راسه حيث سمي الشارع الرئسي في الحي الشمالي من المدينة والذي يمر من امام بيته باسمه كما اقيم له وبالتنسيق مع سلاح الجو تذكارأ بوضع هيكل لطائرة مقاتلة على احد دواوير المدينة في سحاب كما سمي دواراً اخر في وسط المدينة سمي بدوار الشهيد تكريماً له ولشهداء المدينة واطلق اسمه على احد شوارع العاصمة عمان في منطقة ضاحية الياسمين هذا تكريمه في الدنيا ولقد كرّمه الله بالاخرة وجعله من
أكرم بني البشر وحشره مع الشهداء والصالحين والصديقين وحسن اولئك رفيقا
بقي ان نقول رحم الله شهيد الوطن احد فرسان سلاح الجو وصقور الصحراء رحمة واسعة الشهيد البطل الملازم اول هشام محمد علي ابوزيد وادخله فسيح الجنان وانا لله وانا اليه راجعون