نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية:
بقلم: الدكتور خلـف الحمّـاد
يحتفي الأردنيون بكل معاني الفخر والاعتزاز في الحادي والعشرين من شهر آذار من كل عام بذكرى معركة الكرامة الخالدة في وجداننا أبداً، التي سطر بها بواسل القوات المسلحة الأردنية- الجيش العربي أروع انتصار على الجيش الإسرائيلي، وضمخوا بتضحياتهم ودمائهم الزكية تراب الوطن الغالي؛ لتصطف أرواحهم كالشهب في سماء الوطن تحميه وتحرسه على مدار الدهر.
إن انتصار جنودنا البواسل في معركة الكرامة يُعد نقطة تحول في تاريخ العسكرية العربية، إذ أعاد للأمته كرامته وبث الأمل في نفوس أبنائها، إذ جاءت بعد الخسارات المتلاحقة التي مني بها العرب وخاصة نكسة حزيران عام 1967 حين حمى الأبطال من جيشنا العربي تراب الوطن من تدنيس اليهود، ولقنوا جيشه درساً قاسياً، وخسائر فادحة بالأرواح والمعدات اعترف بها العدو نفسه قبل الصديق، وأفشلوا مخططاته على أرض الأردن الطهور، رغم ما يحمله من قوة وعتاد، وردوه على أعقابه يجر أذيال الخيبة والهزيمة.
وكان القائد الأعلى حينذاك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه- قد رفض وقف اطلاق النار ما دام هنالك جندي إسرائيلي شرقي نهر الأردن، وهكذا استطاع أبطال قواتنا المسلحة بقيادة الحسين الشجاع الذي كان لوجوده أبلغ الأثر في رفع الروح المعنوية لجنوده الأشاوس، وتحطيم أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يقهر؛ إذ قال "حاييم بارليف" رئيس الأركان آنذاك إن إسرائيل فقدت في هجومها الأخير على الأردن آليات عسكرية تعادل ثلاثة أضعاف ما فقدته في حرب حزيران عام 1967م، لقد كانت عملية الكرامة فريدة من نوعها، ولم يعهد الشعب في "اسرائيل" مثل هذا النوع من العمليات، فقد اعتاد على رؤية قواته العسكرية وهي تخرج منتصرة من كل معركة، ونشرت مجلة نيوزويك الأمريكية تقريراً مفصلاً عن هذه المعركة مدعماً بالصور قائلة "لقد قاوم الجيش الأردني المعتدين بضراوة وتصميم.. وإن نتائج المعركة جعلت الملك حسين بطل العالم العربي".
ستبقى هذه الذكرى العطرة خالدة في الذاكرة والوجدان تتوارثها الأجيال عبر الأيام والزمان، فيوم الكرامة مصدر فخر واعتزاز لكل أردني وأردنية على مدى الأجيال، وسيبقى الأردن حصناً منيعاً وطوداً شامخاً لا تثنيه الريح، ولا يحني رأسه للأعداء المارقين، رضي من رضي، وغضب من غضب.
وبهذه المناسبة العطرة نوجه تحية إجلال وإكبار لروح الحسين بن طلال ولشهداء جيشنا العربي الأبرار الذين ضحوا بأرواحهم دفاعاً عن الوطن الغالي، واستردوا حينها هيبة الأمة، لكي تنعم الأجيال من بعدهم بالأمن والأمان والطمأنينة والاستقرار، ونحن على عهد الولاء والوفاء لحامل لواء كرامة الأمة جلالة الملك عبدالله الثاني بن الحسين حفظه الله ورعاه.
عاش جيشنا العربي الأردني صانع هذا النصر العظيم، وحمى الله الأردن الغالي، وجلالة القائد، وولي عهده الأمين، وسيبقى الوطن مصوناً بسواعد حُماة الديار في قواتنا المسلحة وأجهزتنا الأمنية، وجهودهم المستمرة في حماية أمنه واستقراره، وستبقى معركة الكرامة رمز البطولة والنصر.