نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية :في بداية هذا المقال أَودُ الحديث عن العلاقة التاريخيةِ بين الدولةُ الأردنيةُ والدولة الفلسطينية حيث تَكْمنُ في أن القسم الجنوبي من المنطقة التي عرفت تاريخياً وجعرافياً في العهود الإسلامية بأسم بلاد الشام وبقيت تعرف كذلك حتى أواخرَ فترةِ مْا بعد الحرب العالميةِ الأولى , حيث كانت تُسمى أحيانا بأسم سوريا الكبرى وأحيانا بأسم سوريا العمومية؛ وبقيت هذه البلاد وحدة واحدة بأرضها وسُكانها حتى نهاية الحكومة العربية والتي شكلها الملك فيصل في سوريا وذلك بعد إنتهاء معارك الثورة العربية الكبرى .
ويكْمنُ الدليل القاطع على أن الوصاية على القدس هي للهاشميين وذلك لأنها متجذرة منذ حادثة الإسراءِ والمعراجِ, و أن الدور الهاشمي في حماية المقدسات والوصاية عليها دور فريد ذو بصمة واضحة لا غبار عليه في القدس الشريف سواء أكان ذلك في رعاية المقدسات الإسلامية و/أو المسيحية منها , فكان لهم الدور المهم في الحفاظ على العمارة والحضارة والثقافة الإسلامية في القدس .
ونضيف أيضآ الى ذلك الأعمال المهمة التي قام بها الهاشميون كإعادة بناءِ منبر صلاح الدين الأيوبي والقيام بأعمال الصيانةِ على مدى العقود الأخيرة للأماكن المقدسة .
حيث أعترف الإسرائيليين بالدور الهاشمي للقدس من خلال معاهدة وادي عربة بأعتبار أن الإلتزام الدولي هو مفروض أمراً على إسرائيل وبذلك عليها أن تحترمهُ و أن تحافظ عليهِ , ومضيفاً إلى ذلك الاتفاق الشفوي الحاصل فيما بين جلالة الملك عبدالله الثاني وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتياهو في عام 2014 والذي شَهدهُ وزير الخارجية الأمريكي الأسبق جون كيري والتي كان من اهم بنود هذه الإتفاقيه المحافظة على الدور الهاشمي في القدس والأماكن المقدسة دون إحداث أي إستفزازات إسرائيلية موضحاً أن هذا الإتفاق يعتبر تعهداً دولياً بشهادة الدولة الراعية للكيان الصهيوني .
مشيراً إلى تنازل القيادةِ الفلسطينية في عام 2015 عن أي دور لها في القدس والمقدسات لجلالة الملك عبدالله الثاني وأن هذه الإلتزامات كافية للإقرار بالدور الهاشمي , إستناداً في ذلك إلى مقولة جلالة الملك عبدالله الثاني في زيارته الأخيرة لمحافظة الزرقاء بأن " دور الهاشميين في القدس خط أحمر " .
وقد قال آمين عام اللجنة الملكية لشوؤن القدس عبدالله كنعان " لو لم تكن الوصاية هاشمية على القدس والمقدسات موجودة لأوجدناها وطالبنا بها لتبقى دائمة وابدية " متسائلا " من أحق بالوصاية من آل البيت ؟ "
مشيراً إنها ليست وليدة اليوم أو الأمس القريب؛ كما إنها ليست وليدة الأحداث التي عصفت بالأرضي المقدسة في فلسطين والقدس , بل إن الوصاية الهاشمية ترتبط بآل البيت الكرام .
ومن هنا نلمس جل إهتمام الهاشميون وجهودهم المبذولة العظيمة الواضحة التي لا غبار عليها والملموسة للعالم بأكمله في حماية ورعاية الاماكن المقدسة , ونحن نقف خلف القيادة الهاشمية ونرفض التوطين و/أو الوطن البديل ولا للتنازل عن الوصاية الهاشمية للقدس والمقدسات , ونقول لجلالة الملك عبدالله الثاني " نحن معك ونرفض أي إملاء على الأردن ونقف خلف قيادتك مع القدس والمقدسات " .
بقلم : المحامي آدم المراشدة .