نيروز الإخبارية : نيروز الاخبارية :
في رحاب الجامعة الاردنيه وفي الفصل قبل الأخير من إنهاء دراستي الجامعية الأولى ..كانت شخصية أستاذي "عبداللطيف عربيات "الذي كان محاضرا غير متفرغ بالجامعة،حيث كان يشغل وظيفة قياديه في وزارة التربية والتعليم آنذاك،..تمتاز بالتواضع للمفكر والمربي المستنير،أفق تفكيره الناضج الواعي،يجعل كل الطلبه في المادة،يستمعون بشغف وانتباه لما يقدم من معلومات وخبرات ،يلامس قضايا الثقافة والمجتمع،عبر إضاءات بفكر عميق ،يضمنها بمبادئ آمن بها،لا تكاد تتأمل ما يطرح،لتتعلم آلية العصف الذهني ،التي يدربنا عليها،في أطار مادة" أساليب خاصه لتدريس العلوم "،كان يؤمن بضرورة إطلاق ابداعات الشباب والمتعلمين،لا أزال أذكر بأن هناك مفاهيم أساسية في التربية وأخرى حديثه،أصولها موجودة في مضامين التربيه الإسلاميه،ومن أمثلة ذلك مفهوم التربيه المستمرة ،و التربيه المستدامة، وحدثنا حينها عن حضوره مؤتمر عالمي عقد في موسكو كان حول " التربيه البيئية"،إذ استهجن ماقدم من أوراق عمل في المؤتمر،تشير إلى ما يسمى بالنظريات التربويه الحديثه،حيث قدم مداخلة في المؤتمر،اشار فيها إلى أن ماتم عرضه،موجود اساسا في أصول التربية الإسلامية،منتقدا مفكري التربيه في العالم العربي والإسلامي قصورهم في تسليط الضوء على مضامين التربيه في الإسلام،..
امتاز أستاذنا عبداللطيف عربيات،بدماثة الخلق،وسلاسة الحديث ،واحترامه للرأي والرأي الآخر،كما يحاور وفق رؤية عميقه،مستمع جيد،ليضمن استمرارية الحوار،ويترك الباب مفتوحا للنقاش،يعزز حرية التعبير،.متوقد الذهن ،يحترم الصغير والكبير،فيه روح الأمل،يؤمن وعقيدته في ظل فلسفة التوازن وقبول الآخر،انطلاقا من قناعته في الإصلاح والتغيير،توافقيا،في حديثه،ونقده،وحواره،.أستاذي قامة عملاقة في الفكر والثقافه والسياسة،تشعر بتواضع العلماء في اقترابه من قضايا الناس،يمتلك بعد رؤيا طيبة،تشعرك بأنك قريب منه،لذا فإن المسافةبينه وبين ما يحيط به من مؤثرات يقترن بقاعدة ايمانيه واسعه،مرنه،تجسد معاني العداله،واحترام حقوق الإنسان،وتقدير المواقف،لضمان السلم المجتمعي،وتقدير. الفكر الانساني والحضاري.
بطاقة تعريفية لأستاذي..الذي علمني معنى البحث والفكر الموضوعي الناقد،وجسد معنى تواضع العلماء،وتقدير ماننعم به في البيئة المحيطة،وبالتأكيد كذلك على ضرورة الاجتهاد ،والعمل والبحث العلمي ،من أجل خدمة المجتمع والإنسانية،..يؤكد أستاذنا عبداللطيف،بأن الحياة قصيرة جدا،ينبغي استثمارها على أكمل وجه لإرضاء الله،حتى يشعر الإنسان بالرضى عن نفسه ويرضي رب العالمين.
كتبت هذه المقالةقبل وفاة أستاذنا الفاضل رحمه الله••**
رحم الله أستاذي واسكنه فسيح جنانه..وانا لله وانا اليه راجعون.