نيروز الإخبارية :
class="background" style="text-align: right;">د.حسان ابوعرقوب
يقع الإنسان أحيانا في أزمة الشك، التي تولّد صراعا مع النفس، وشرودا للعقل، واضطرابا في الفكر، وعدم قدرة على اتخاذ القرار الصحيح. من أمثلة ذلك ما يحصل لبعض المؤمنين، من تسلل الشكّ إلى عقولهم، فعندما يشاهدون ما يجري لإخوانهم في العالم من قتل، وتشريد، وإبادة، يسألون أنفسهم: إذا كان الله موجودا، فلم لا يفعل لنا شيئا؟ وإذا رأى أحدهم الأطفال المرضى أو المشردين سألوا: هل إلهنا عادل حتى يعذّب مثل هؤلاء الأطفال؟ إنها أسئلة أنتجها الشكّ بفعل الصدمة، لكن فريقا من هؤلاء يجيب نفسه بنفسه فيقول: إن الله عادل، ولا يفعل إلا ما فيه مصلحة البشر، وهو أرحم بهم منهم، وللمالك أن يفعل بملكه ما يشاء، وحاشا ربنا أن يظلم أحدا. وفريق آخر تظلّ الشكوك تحاصره بلا نهاية ولا يجد جوابا عن أسئلته، وفريق ثالث تقوده هذه الشكوك إلى الكفر والإلحاد؛ وينقل نفسه من صفّ الموالين لله إلى صف المعادين له. كذلك إذا شك أحد الزوجين بالآخر، فلا يمكن لحياتهما أن تستمرّ؛ لأن العلاقة الزوجية مبناها الثقة المتبادلة، ومتى زحف الشك بهواجسه وظنونه، تقلصت الثقة لتصل إلى العدم، ثم تنهار الأسرة. وإذا زرعت بذور الشك بين الحاكم والمحكوم؛ فنظر الحاكم لرعيته بعين الريبة، فهم يسعون إلى إزالته، وإنهاء حكمه، فلن يرحمهم أبدا ولن يعمل لمصلحتهم. وإذا نظر الرعية لحاكمهم بعين الشك، حملوا كلّ تصرفاته على غير وجهها الحقيقي، فكل تصرف يحملونه على أنه يصبّ في مصلحته الشخصية، وأنه لا يراعي به مصلحة الوطن والرعية. وهكذا نجد الشكّ أساس كل شرّ وفتنة وبلية، فلنحذر منه ومن المشككين من الذي يهدفون إلى هدم الدين والأسر والأوطان، ولنقف حاجزا أمام مآربهم الدنيئة.