كرمت اليابان رجل الخارجية الصلب والوزير الذي ارسى قواعد العمل السياسي الاردني الخارجي بجدارة على خارطة العالم اجمع، العين الحالي ناصر جوده، هذا الرجل الذي لم يلن ولم يهادن بمواقف الاردن رغم كل الضغوط، فكان دوما الفارس المدافع عن ثرى وطنه وعرش مليكه.
رجل دولة من الطراز الاول فهو من اكثر المؤثرين في سياسة الاردن خلال السنوات السابقة، وما زال رأيه عاملاً ناصحاً، مسموعاً في مختلف الاتجاهات، لما لرأيه من اهمية ونظرة ثاقبة ومؤثرة.
ان الحديث عن تاريخ ناصر جودة الدبلوماسى والسياسي ووزير خارجية الاردن لثمانية اعوام متتالية يطول، ويحتاج لاكثر من كاتب رأي وكتًاب مذكرات، لتناول اغلب المحطات التي مرت على خارجية الاردن، وهذا هو ابرز ما جعل اليابان اليوم تقدم لمعاليه الوشاح الأكبر لوسام الشمس المشرقة، وهو أعلى وسام إمبراطوري يُمنح لغير اليابانيين، وذلك في موسم الربيع لتقليد أوسمة ونياشين إمبراطورية لشخصيات أجنبية ويابانية.
معاليه يمتلك شخصية تعد من الأكثر قبولاً وتأثيراً عالمياً ومحلياً، وهذا ما نشاهده ونعلمه من مواقعه المتعددة محلياً ودولياً وعربياً وبشهادة العديد من القادة والسياسين العرب والدوليين، ومنهم وزير الخارجية الاميركي السابق جون كيري وامين عام الامم المتحدة أنطونيو غوتيريس، وبحوزه الثقة الملكية التي ساهمت في تكوين ارثه السياسي، وتوليه لمنصب وزير الخارجية في عدة حكومات متعاقبة، جعله على دراية تامة بما يحدث بالعالم وساعده جدياً في قراءة المستقبل سواء السياسي او الاقتصادي للمنطقة والعالم، وهو ما ساهم في نيله تأييد القيادة والاردنيين بل والعالم.
استمعت اكثر من مرة للقاءات معه ومباشرة ودون تسجيل او مونتاج وقصقصة، دائماً ما كان يبهرني بعفويته وبصرامته في طرح الاجابات على الاسئلة، حتى تشعر وانت تتابع بأن المحاور هو ناصر جوده والاعلامي هو الضيف، واثقاً من نفسه بارعاً فى أختيار الفاظه، سياسياً، محنكاً، يبدأ حديثه وينهيه والجميع يكون حاضراً بذهنه، كيف لا وهو الذي يملك علاقات سياسية خارجية قوية على الصعيد الدولي والاقليمي والعربي من خلال فترة وجوده كوزير للخارجية، كما انه يتميز بالدهاء والحنكة السياسية وكذلك قوة الشخصية والكاريزما والقبول الدولي والاقليمي والعربي.
ولأن الأدوار تؤخذ ولا تعطى، والكاريزما الشخصية هي التي ترفع قيمة المنصب أو تضعفه، فقد كان ناصر جوده على الموعد، وأحدث تغييراً جذرياُ في كل المناصب التي تقلدها، وفاق توقعات المراقبين والمتابعين، وتجاوز الدور البروتوكولي لكل هذه المناصب، التي أحدثت طفرة نوعية في علاقات الأردن الدولية، وإنفتاحاً دولياً على الأردن وذلك بالسير وفق رؤية ملكية خالصة وحكيمة.