أرسلت أمريكا تعزيزات عسكرية إلى الشرق الأوسط, كجزء من خطة إعادة انتشار قوات التدخل السريع, مشمولة ببطاريات صواريخ باتريوت, وبطاريات دفاع صاروخي, وحاملة طائرات, وطائرات مقاتلة, وطائرات استطلاع, وغواصات بحرية, وقاذفات B52, وهي إجراءات دفاعية احترازية لحماية حلفائها في المنطقة, وردع التهديدات الإيرانية, والحيلولة دون وقوع هجمات صاروخية, أو أعمال إرهابية, لضمان حرية الملاحة في مضيق هرمز, والحفاظ على صادرات النفط الخليجية, ومنع إيران من تصدير النفط كجزء من الحرب الاقتصادية ضدها.
كل هذا يعتبر جزء من التحلل من الاتفاق النووي مع إيران, لأن تلك الاتفاقية كانت لصالح إيران مالياً, ولصالح الأوروبيين كصفقات تجارية, فإيران اليوم تصدر مليون برميل نفط يومياً من أصل ثلاث ملايين برميل نفط, وهذا يشكل خسارة كبيرة لا يمكن أن تتحملها إيران على المدى البعيد.
واجب قوات التدخل السريع القيام بعمليات الاستطلاع الجوي المستمر, المراقبة والإنذار المبكر, أعمال الدوريات البحرية المستمرة لضمان أمن الممرات المائية, وردع حلفاء إيران في المنطقة من تهديد حقول النفط, وحماية المصالح الأمريكية الخليجية المشتركة.
الحشد العسكري الحالي الأمريكي لا يؤشر إلى احتمال شن حرب شاملة ضد إيران, إنما هو تلويح بالقوة وعدم استخدامها, فالحرب ضد إيران تتطلب قوات عسكرية لا تقل عن (120) ألف جندي, وقوة نارية هائلة تكفي لتدمير عشرة آلاف هدف مرصود ومسجل, بالإضافة إلى قوة جوية لا تقل عن 600 طائرة, أضف إلى ذلك فإن بحر الخليج ضيق ولا يسمح بحرية الانفتاح والمناورة للقوات البحرية للقيام بأعمال هجومية ناجحة.
لكن هذا ليعني عدم إمكانية حدوث اشتباكات محدودة, وقصف صاروخي متبادل, لا سيما أن إيران تملك ترسانة ضخمة من الصواريخ والأسلحة السرية, وإرادة حربية انتحارية, وعقيدة قتالية دينية, فالخيارات أمام إيران؛ إما الموت جوعاً, أو الموت دفاعاً عن وجودها, مستعينة بأذرعها القوية في المنطقة, في اليمن ولبنان وغزة والعراق وسوريا.
الأهم من ذلك أن إمكانية حدوث حرب غير تقليدية هي عملية انتحار متبادل بين إيران ودول الخليج, فالتصعيد العسكري الحالي هو عملية عض الأصابع, من أجل تحسين ظروف تفاوض أفضل, سواء كانت تفاوض مباشر أو عبر وسيط كسلطنة عُمان مثلاً, أو عن طريق منظمة دولية, الخلاصة أنه صراع اقتصادي على شواطئ الذهب الأسود بين رجل الأعمال الناجح ترامب ورجل الدين آية الله خامئني.