نيروز الاخبارية : أود القول بأننا عندما نقرأ السيرّ الذهبية للعظماء من العلماء والفقهاء والوجهاء الكبار أمثال معالي الدكتور محمد أبو حمور نحتار بأي فصل من فصولها نبدأ فليس من السهولة قراءة سّيرّ العمالقة لتميزها بالإبداعات والإنجازات والابتكارات التي لا نستطيع الإحاطة بجوانبها كاملة.. فهل نبدأ من فصل الكرم والجود...أم من فصل القيم الإنسانية النبيلة التي فاقت كتب المؤلفين والفلاسفة في معانيها ومغزاها...أم من فصل الإحسان وخاصة بالفكر الإنساني الذي هو علاج لكثير من القضايا كحال الدواء لبعض الأمراض المستعصية، أم من فصل تواضع الشيوخ وشعورهم بمعاناة البسطاء ، أم من فصل كبار العلماء الشرفاء الذين تزخر بفكرهم المكتبات العملاقة في ميادين المعرفة ...أم من فصل اهل التميز في كافة الجوانب الفقهية والفكرية . فنقول الذي يريد أن يكتب عن إنسانية أبو حمور في حيره من أمره كالذي يكتب عن جمال البدر عند طلوعه وشروق الشمس وغروبها فلن يستطيع الإحاطة باسرار هذا الجمال وروعته، فهذه هي مسيرة أبو حمور فيها من الجمال الإنساني والأخلاقي ما نعجز عن كتابته في سطور خوفا من إنقاص العلماء الكبار والحكماء من حقهم!!...وبسبب حيرتنا لغنى وتميز هذه الفصول وما أبهرتنا به من معاني ساميه ، نود أن نشبه هذه الفصول كلها بنزول الغيث فالجميع يقرأه بلغة واحدة هو الخير.. تجمع كل فصول سيرتكم العطرة...هذا الغيث الذي ينزل على قصور الأغنياء واكواخ الفقراء بدون تميز.. فكلهم يسعد ويستبشر الخير من الغيث الذي يرتوي منه الإنسان والطير والحجر والشجر....نعم هذه سيرتكم نقرأها بهذا الوصف وبهذا الشكل كالغيث أينما وقع نفع. فنسأل الله ان يسبل عليكم من نعمه ما يجعلك منهج انتاج فكري وسياسي يسهم في توجيه الخير لكم ولنا وللأمة ، ونحن نشهد ان الأمة بدون امثالكم ذاهبة الى ظلام دامس لا سمح الله ، فهنيئًا لعطائكم استنارة وإدارة. هكذا عهدنا بكم الأخلاص والوفاء والانتماء للوطن وقد تمثل ذلك بأدارتكم الرائعة للمنصات الثقافية التي إعتليتم والمواقع التي تشرفت بها وخاصة منتدى الفكر العربي......فجزاكم الله خير الجزاء على ما تقدموه من إنجازات ثقافية تنويريه في منتدى الفكر العربي ، هذا الصرح الثقافي الذي أصبح منارة إشعاع ثقافي وحضاري الجميع يتحدث عن عظمة انجازاتكم وتفانيكم في خدمة العلم والمعرفة الذي هو سلاح فكري فاق تأثيره السلاح التقليدي وغير التقليدي في تغير السلوكيات والمنهجيات لأحداث الإصلاح والتغيير الذي نبحث عنه وبجهود المستنيرين من امثالكم سوف يولد الرماد نارًا بها .. فجهودكم متميزه يحكى ويعنى بها لأنها ساهمت مساهمة فعالة في تغير ثقافات وسلوكيات سليمة من خلال الندوات والمؤتمرات العلمية والأدبية التي تقام في رحاب منتدى الفكر العربي ومن خلال المقدمات والتوجيهات التي تفيضوا بها من خلال ترأسكم للحلقات والمبادرات الثقافية التي تقومون بها لبناء ثقافة وطنية لتكون رافد من روافد الإصلاح السياسي والاقتصادي والثقافي والاجتماعي لدى أبنائنا وهذه إحدى تطلعات و حكمة سيدي سمو الأمير الحسن بن طلال رئيس منتدى الفكر العربي بتعزيز مقومات العلم والمعرفة....فقد سما فكركم وفاض قلبكم حبًا وعشقًا انتماءا ووفاءا لعملكم لقربكم من واحة الفكر وروضة المعرفة ونهر المحبة وشجرة الوفاء لمقام سمو الأمير الحسن بن طلال حفظه الله ورعاه.وكما يُقال وجالس جميل الروح...تُصبك عدوى جمالهُ ، فنحن أمام مدرسة متكاملة في الفقه وأصوله
فتح الله عليكم فتوح العارفين وأمدكم بقوة من عنده وأدامكم معول تنوير ونورًا يهدي الى الحق والخير والنهوض..
نعم أنتم جنود مميزون تحملون بيد سلاحا لحماية الوطن وحدوده وبيد قلم لحماية الفكر من اي تلوث حتى يبقى اردننا واحة آمن واستقرار الجميع يستظل به تحت الرايه الهاشمية العامرة......مقدما اعتذاري سلفا ان قصرنا في وصف فصول سيرتكم العطرة التي تفاجئنا بغزارة وكثرة معانيها في كل ما تتناوله من وصف وتحليل لقضايا أمتنا الإسلامية والعربية التي هي بحاجة إلى من يرشدها ويشخص لها الداء للخروج من هذا النفق المظلم الذي فرضّ عليها ...
فأسأل الله تعالى ان يحفظ بلادنا وان يصلح حال مجتمعاتنا وان ينير عقولنا وان يهبنا حب الاهل والإنسانية ، وان يعين الأمة وقادتها على نهضتها وحمايتها من الضياع والاندثار وتنال الامة وجودها ولو بعد حين بوجود مشاعل الفكر والمعرفة أمثالكم وذلك لخدمة الهدف الأكبر الذي يجب علينا أن نتسلح به، ألا وهو الانتماء والولاء لوطننا الحبيب.