د.جمال الدبعي الحياصات خاص نيروز الاخبارية، في مثل هذا الشهر من عام ١٩٦٦ كانت سماء قرية السموع على موعد مع البطولة وصناعة تاريخ ومجد لن تنساه الاجيال، وان كنت ربما اجدني لن اقف كثيرا عند التفاصيل والتي تحتاج مني لصفحات وصفحات ولكنني وللتاريخ وللحق سابحث وباجلال وسأمعن في جملة الدروس والعبر ومعاني العزة والكرامة التي سجلتها بمداد من فخر قل نظيره سواعد وصدور مقدامة وجباه حملت الشعار وحافظت عليه، وقلوب قوية تنبض شرفا عسكريا حملت معه الوطن وتاريخ امة آن له ان يعود ، وما احوجنا ونحن اليوم في حالة لا نحسد عليها من واقع التفكك.
ان الطيار البطل فاروق عابدين حلق يوم السموع كالصقر الذي لا يرضى ان يعود او يترجل دون ان يذيق العدو لهيب رشاش طائرته الذي لن ينسوه ابدا، وان غابت عنا وللاسف ذكراه، هو يفتخر ويحق له باسقاط طائرة إسرائيلية لم يسمح لها ان تعلو سماء وطن وامة دون حساب وعقاب عسير، والاهم من ذلك انه اعطانا الشعور بالامل الممزوج بالثقة باننا نستطيع ان نعمل الكثير وان كانت الامكانيات قليلة، لقد تسلح بالايمان والعزيمة التي اورثها للاجيال، فدرس السموع ليس لحظة عابرة فقط، بل هو صفحة خالدة ناصعة يجب الالتفات اليها واستلهام الكثير منها.
ان نعيش على الامل بالنصر شيء جميل ومطلوب منا ولكن الاجمل ان نلتفت الى قوة كامنة في النفوس وهي اننا امة محمد صلى الله عليه وسلم واحفاد خالد بن الوليد وصلاح الدين وغيرهم من رموز الشموخ والفداء، الطيار عابدين ثقافة النموذج الحر الذي يجب ان تدرس لهذا الجيل، وذاكرة وطن يجب ان نرددها كل يوم وحين والاهم ان نكتبها ونوثقها فهي على لسانه تاريخ شفوي يجب ان لا نهمله، فما بال المؤرخين في هذا الوطن يغفلون عنها، اليس من واجبهم المنطلق من وطنيتهم وموضوعيتهم العلمية القيام بتسجيلها، خاصة اننا اليوم نلحظ ان دعاة التاريخ في اسرائيل يزورون التاريخ ويبتدعون ما يسمونه هوية زائفة ونحن للاسف نشطب هويتنا وارثنا البطولي بغفلة منا . الم يحن وقت الجد والعمل الم يحن في ضمير كل واحد فينا حق من حقوق هذه الاجيال وهو ان نطلعهم على تاريخنا الغزير والثري بالبطولة والفخار.
الى الطيار فاروق عابدين الف تحية والى رفاقه من امثال الشهيد موفق السلطي الف تحية لمن ارتقى منهم شهيدا ولمن بقي لليوم ترنو كالصقر عيونه تجاه سماء السموع والكرامة وفلسطين والاردن .