قبل أشهر ودعت "عشائر الجبور " بني صخر قامة وطنية قبلية ، ورمز من رموز الوطن والعشائر الأردنية ، هذه القامة الوطنية والقبلية والتي ساهمت مع غيرها في دعائم استقرار الملك والنظام الهاشمي الملكي في الأردن طيلة السنوات الماضية ، انه المرحوم سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور "ابو محمد" ، كان هاجسه حب الوطن والقيادة الهاشمية ، والاخلاص وصدق الانتماء ، وكانت مواقفه النبيلة الوطنية والصادقة والموجعة احيانا ، بوجه كل الرياح والعواصف والمتغيرات التي تواجه القبيلة بني صخر خاصة ، والوطن عامة ، والمجتمع الأردني ككل ، واضحة متميزة ، له رأي سديد في كل ذلك ، فهو لا يهادن على موقف ، أو مبدأ بل يقول الحق مهما كان صعبا أو قاسيا .
لم يكن سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور "ابو محمد" رحمه الله ، هاجسه الوحيد قبيلة بني صخر أو عشائر الجبور فحسب بل ، كان هاجسه الوطن ككل ، بما يحفل من هموم وقضايا وخاصة فيما يتعلق بالجانب العشائري وما يحفل من قضايا معقدة وصعبة وخطيرة ، لو تركت بدون حلول لساهمت في تفكك المجتمع ، وازدياد الجريمة ، وضياع حقوق العباد ، ولكن كان بيته في النقيرة / لواء الموقر ، ملاذ الضعفاء والمساكين ، فكان السند والعون والنصير والمساعد والمساند ، لكل من طرق بيته يطلب حقا ، أو يسانده في دفع مظلمة ، أو يسأل عن قضية عشائرية وسبل حلها ، فقد كان كعادته بيته مفتوح لكل مظلموم ومسكين وصاحب حق ، يجيب ، ويقضي ويقدم ما تجود به نفسه ويده ، ويمليه عليه ضميره ، لا يظلم أحدا في القضاء العشائري ، فئة على أخرى ، أو كبير على صغير ، بل يقدم الحل والصدق والأمانة فهو أحد أعمدة و أركان القضاء العشائري في الأردن ورموزه .
نقف اليوم على واجهة وطنية وقامة قبلية ، وزعامة عشائرية ، فهو وأعني سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محمد) رحمه ، ابن قبيلة بني صخر ، وابن عشيرة الجبور ، هذه العشائر التي قدمت للوطن قوافل الشهداء ، وسالت الدماء الزكية من شبابها قبل سنوات مضت في القدس وفلسطين في باب الواد ، واللطرون ، وحي الشيخ جراح ، وفي كل مواقع الوطن ، هم الرجال الرجال الذي صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من أحب الوطن وأخلص ، ومنهم من هو جاهز للدفاع عنه ليقدم الشهادة والدماء الطاهرة ، انطلاقا من المقولة التي كنا دائما نسمعها من الشيخ بركات الزهير الجبور رحمه الله ( وطنا ما لنا غيره ) .
كان سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محمد ) فارس من فرسان بني صخر ، راعي حجة وقوة في الرأي لا يخاف في الحق لومة لائم ، وايضا كان صاحب ابتسامة ودعابة ، مجلسه طيب مليء بالحكمة والخبرة والتجارب ، يحبه كل من يأتي اليه ، تجد فيه مهابة الشيخة وألق الزعامة ، وعنفوان المشيخة ، و نزعة التدين ، فهو من أهل العلم والدين والتقوى والصلاة.
لقد نشأ سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محمد ) في بيت والده محمد الزهير الجبور ، القامة الوطنية والشعبية ، والذي لا زلنا نستذكر مواقفه الوطنية والشعبية المتعددة في خدمة وطنه وقبليته والدولة الأردنية ، من هذا البيت تشرب سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محدمد) الزعامة ودروس الوطنية بكل ألقها وعنفوانها ، ومجدها البدوي ، وبما تحفل به الزعامة العشائرية من طيب المعشر والمبسم ، وحسن الضيافة ، والكرم العربي الاصيل ، ونصرة المظلوم ، واغاثة الملهوف ، فكان بيته في النقيرة / لواء الموقر موئل الرجال ، وسند كل ضعيف ، ومظلوم ، وصاحب حق ، يلوذ به الجميع والوطن كلما ألم به الخطب والخطر ، ولا عجب ان يكون قبل أشهر قليلة في ضيافة حضرة صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين حفظه ورعاه ، في بيت سعادة الشيخ للحديث عن التحديات السياسية والاجتماعية والاقتصادية التي تواجه الوطن ، ولقد تحدث الشيخ أمام جلالة الملك وقال ان فرسان بني صخر عامة وفرسان الجبور خاصة كلهم الجنود الأوفياء ، والحرس الأمناء دفاعا عن النظام والدولة والمجتمع .
لقد شكل سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محمد) رحمه الله مدرسة فكرية متعددة الأبعاد وتركت آثارها العميقة في حياة الوطن والدولة والقبيلة ، والقضاء العشائري ، لقد واجه مصاعب وعقبات ، ولكنه ظل كشجرة النخيل لا تنحني ، عمل دون كلل أو ملل ، امتلك مرونة دبلوماسية مدهشة ، صقلتها المحن والخطوب والتجارب ، والخبرات القبلية والوطنية ، كان يحب الوطن الأردن مثلما كان يحب الوطن الثاني فلسطين ، وكان سعادة الشيخ يمتلك رؤية شمولية ذات آفاق رحبة تدرك آبعاد الصراع ، وخطورة المرحلة ، وخطورة العزف المنفرد على الوحدة الوطنية لمكون على مكون آخر ، وكان دائما يردد مقولة ( التاريخ ما يرحم ). وهاهم اليوم أبناء عشائر الجبور يتخرجون من مدرسة الشيخ قادة نجباء ، ومفكرين نبلاء ، وحراس للوطن أمناء ، يرفعون راية الوطن والقيادة والعزة والكرانة ، والحرية وحب الملك والنظام والوطن والقيادة والمجتمع الأردني بكل محبة واخلاص على حد سواء .
تودع قبيلة بني صخر ، وعشيرة الجبور ، فقيد الوطن والأمة سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محمد) رحمه الله وهنا نستذكر مواقفه الوطنية ، ومواقفه القبلية ، ودوره في تعزيز تماسك القضاء العشائري والذي ساهم باستقرار المجتمع الأردني ، والمجتمع البدوي من ناحية أخرى ، والذي تحدث به وحوله في الكثير من الوسائل الاعلامية والتلفزيونية والصحفية ، كقاضي عشائري ، فثقافته في هذا المجال واسعة بل موسوعية فهو قاضي قلطة ( الدم والعرض) ، وكم ساهم في تعزيز تماسك المجتمع ، ومنع الجرائم ، واعادة الحقوق لأهلها من خلال تحقيق العدالة والمساواة وتعزيز الوحدة الوطنية للجميع .
سعادة الشيخ بركات الزهير الجبور ( ابو محمد ) رحمه الله ، الشيخ الجليل والمهيب ، سنظل نستذكر مواقفك الوطنية وأنت تدافع عن الوطن بكل قوة وجرأة وصلابة ، وسنظل نستذكر مواقفك القبلية وأنت تدافع عن حقوق قبلية بني صخر وعن مستقبل شبابها وعن حقوقها ، وسوف نعتز بك كرمز وطني ، وقائد شعبي ، وشيخ له المهابة والحب والتقدير ، وسنظل نعتز بمواقفك الوطنية فأنت من دعاة الوحدة الوطنية والتماسك الاجتماعي وحب الوطن والقيادة والدولة والمجتمع الأردني .