هناك مواقف تُقآل وتُذكّر لعطوفة الأستاذ الدكتور نضال الأحمد العياصرة مدير دائرة المكتبة الوطنية من الإنجازات والإبداعات الفكرية والعلمية والإنسانية في مجال التحديث والتطوير الثقافي والمعرفي، الذي جعل من هذا الصرح الثقافي تحفة إبداعية تُعبر عن إنجاز رائع في عالم الفكر المتطور في المحافظة على الإرث الثقافي الاردني ، وجعل منها رمزاً وطنياً تربطها علاقة عاطفية بالاردنيين، وبيت الخبرة الفكرية، والحاضنة لكافة المثقفين إيماناً منه بأنه لابد من صناعة الوعي الذي هو مفتاح التغير وشرارة النهضة الثقافية، فكان له دور فعال في تحقيق أهداف المكتبة الوطنية في نشر رسالتها ورؤيتها الثقافية، فكان له أكبر الأثر في تطوير المعرفة والفكر والإبداع ودفعها نحو التميز فله بصمات عميقة مؤثرة ايجابية حيث وقعت وأثر ملموس في الأداء المهني في التطوير والتحديث في مجال النهوض بقطاع التوثيق والارشيف والإرث الثقافي الاردني، ولا يمكنه القبول بنسخة قديمة من العمل التقليدي وإنما وضع نصب عينيه هدف التميز من حيث الارتقاء بالأداء الفعلي لعمل المكتبة الوطنية - ذاكرة الوطن- وعمل جاهداً على رفع مستوى الكفاءة والإنتاج والفعالية في العمل مثل القدرة على إنتاج أعمال خالية من الأخطاء والإلمام الماماً تاماً بمجال العمل والتحسين المستمر له من حيث الإبداع والتجديد.....فدائما الرائعون هم من يقدمون إلينا ما يليق بذوقهم الرفيع، فهم ينتقون الشئ الأجمل والأفضل ، فانجازاتهم تذكار راقي يبقى بالذاكرة للأبد، ، وعلى مستوى الأداء المهني في التميز والإبداع، والقدرة على تفكيك الشيفرات لكثير من المفاهيم المكتبية وإعادة صياغتها وتحليل الظواهر بطريقة علمية حديثة تعطي مؤشرات على المقدرة والبراعة الفنية في التحليل والتقويم والتركيب وذلك لوجود براعة القائد صاحب القرار الرشيد والثقة بالنفس، فالثقة بالنفس تساعد الإنسان على أداء العمل نحو الأفضل ، وتحدث تأثيراً فاعلاً في نفوس الآخرين... فالثقة بالنفس هي الوقود الذي يدفع الإنسان للنجاح في إدارة مؤسسته ، لأنه لا يمكن أبداً أن تحقق النجاح في ظل عدم الثقة والنقص وانعدام القدرة وهذا ما لمسناه في شخصية الدكتور العياصرة لأنه وضع ضمن استراتيجيته تحقيقِ النجاحِ والتَّمَيُّزِ في العملِ، لكنّ النجاحَ في رأيه يحتاجُ إلى العديدِ من الأهدافِ والأفكارِ، وهذه كانتْ بعض الأفكارِ التي يمكن قدّ تساهمُ لتحقيق النجاح، فعلى الفرد الذي يسعى إلى تحقيقِ أهدافه أن يبدأَ بدايةً صحيحة من خلال العمل كفريق واحد داخل المؤسسة وهذا هو أسلوب عمل الدكتور العياصرة ينسب النجاح إلى فريق العمل بشكل عام لأنه عنده رؤية أن يخلق كفاءات قيادية مدربه من فريق الموظفين العاملين معه.
نقول بأن إنجازات العياصرة ناطقة له في المشهد الثقافي والمعرفي فعندما تم تشريفة بمسؤولية إدارة المكتبة الوطنية نجده يتتّبع ظواهر التجديد والتحديث الفني للارتقاء بمستوى التوثيق في عمل المكتبة الوطنية... ونقول أن ما يصدر عن العياصرة من أفعال وأقوال ينم عن مستوى ثقافي رفيع المستوى في الشؤون الثقافية والتربوية والاجتماعية والسياسية، فقد أسهم مساهمة فعالة في صياغة رؤى وإشاعة قيم التنوير والتحديث الذي ذلل طرق الوصول والحصول على المعلومات والمعرفة لمن يبحث عنها من رواد العلم.
هذه المكتبة الوطنية المنبر الإعلامي والثقافي المتميز لا تهدف إلى تحقيق الربح وإنما تُعنى بالاستثمار في الإبداع المعرفي والثقافي والاجتماعي والسياسي للمساهمة في نهوض المجتمع الأردني من خلال الفكر القيادي والأدب والفنون والابتكار والإبداع في ميادين المعرفة والفكر....فدائماً يشعل لنا الدكتور العياصرة بوعي وجدارة شمعات متقدة فكرا ونضجا يمكن لنا الاهتداء بها في حقول اجتماعية واقتصادية وسياسية وإعلامية نحن بأمس الحاجة إليها اليوم لتشخيص مكوناتها وطرح الحلول لما نواجه من تحديات في بعض قطاعات الأعمال المعرفية ....فأقول بأن ما قدمته المكتبة الوطنية من خلال تنظيمها للعديد من الندوات والمحاضرات العلمية والأدبية التي تقام في رحابها الدور الفعال في نشرالوعي السياسي والاقتصادي والثقافي من خلال استضافتها لكثير من المحاضرين أصحاب الكفاءات العالية في حقول المعرفة والفكر والإبداع والذين كانوا على درجة متميزة في القدر في إعطاء إضاءات حقيقة في التثقيف والتنوير . هذه الأيقونات وبيوت الخبرة في النوافذ الفكرية والإعلامية والسياسية عملت على تسليط الضوء على واقع الحال الثقافي والاقتصادي والتنموي وعلى النهوض بالجوانب الأدبية والفكرية التي تعتبر أحد روافع الإصلاح والبناء الفكري العميق.
أقول بأن الإنجاز هو القوة التى يحصل عليها الإنسان كهدية عندما يقوم بأداء عمل أو بمهمة معينة على أكمل وجه، فالإنجاز أن تجد نفسك قد حققت ما تسعى إليه فى وقت أقل وبفاعليه أعلى حيث تشعر بالراحة والقوة وتشعر بنشوة تحقيق الأهداف ونشوة النصر لأنك قد حققت ما تبحث عنه وما تحقق به رسالتك ورؤيتكم، فالإنجاز كلمة تعنى أن الإنسان إستطاع أن ينتصر على كل المعوقات والتحديات التى تواجه ويحول كل هذه الإنجازات إلى نتائج ملموسة تضاف إلى حصيلة سجل النجاحات في أرض الميدان والتى أصبحت رابطاً قوياً للنجاح والتميز والتفوق الذى تشعر بقوته وتشعر بحرارة طاقته. وهذا النجاح والإنجاز الذي يُعد ركناًِ أساسيا في الأداء المهني للدكتور العياصرة لوجود عنصر الكفاءة المهنية العاليه لديه ، والتي ظهرت بوضوح في شكل أنشطة أو سلوكات قابلة للملاحظة والقياس، وعلى مستوى عال من الدقة أبهرت جميع زوار المكتبة الوطنية ، فأول ما يبهج الزائر لموقع المكتبة الوطنية حديقتها التي تُعدّ صورة مُبهرة للعين جنة خضراء مليئة بـ حدائق الزهور ، فعمل على تطوير الحديقة وتوسيعها لجعلها أكثر إبهاراً وجمالاً، وجنة مُزدهرة بشتى أنواع النباتات، بحديقة غنّاء وذلك لتصميمها الجذاب واحتوائها على أكبر عدد من سلات الزهور، فإن كانت هذه الروائح العطرة من عناوين الاستقبال، فإن هناك أيضا ما هو الأجمل في بشاشة الوجوه من موظفي المكتبة الوطنية فرسان التغير نحو الأفضل في عالم الثقافة والأدب الذي هو أحد سمات رقي الأمم لتحقيق التنمية والنهضة إضافة إلى التنظيم في إدارة وترتيب الوثائق والارشيف في عمل المكتبة الوطنية والذي يُعد شاهداً على مستوى التطور الحضاري لأحد مؤسساتنا الرائدة في عالم الفكر.
وأخيراً نقول بأن الإدارة الرشيدة لا تحتاج إلى معجزات ، كلّ ما تحتاجه إنتماء وولاء وحب للعمل وكفاءة مهنية عالية وقلب متسامح كبير يحمل الجميع، ووجه مبتسم ، وتواضع ، وهذا هو سر نجاح الدكتور العياصرة في القول والفعل في تحقيق الأهداف التي يسعى اليها في التجديد والتطوير والنقلة النوعية التي وصلت إليها المكتبة الوطنية.لذلك فإن ما كتبناه في حق الدكتور العياصرة ما هو إلا إضاءة لجانب من رحلة ثقافية فكرية مبدعة تتصل بعمله ونافذة نطل من خلالها على فضاء المعرفة للمدراء القادة المبدعين في عملهم.. نعم إن سألوني عن القدوة الحسنة والفريدة سأشّيرُ بالبنان إلى قراءة المزيد من مسيرة وسيرة الدكتور نضال العياصرة لأنها كتاب عميق فيه من التوجيه والإرشاد والتوعية ما يكفي في التهذيب والتعليم والتأهيل والرقي...إنها خزائن المعرفة التي نبحث عنها.
نعم الدكتور العياصرة هو من يعطي للنجاح والتميز في العمل صفه ومعنى وقيمة.... وهو من يعطي للوفاء والإخلاص لتراب الوطن القدوة والنموذج الحسن فهو المعلم في التوجيه والإرشاد والتوعية والقائد بما يمتلكه من مهارات قيادية مكنته من تجاوز كل الصعاب وحقق النجاح العظيم في جعل المكتبة الوطنية تنافس في عملها مكتبات ذات شهرة عالمية وهو الإمام بما يملك من المواعظ والحكم والدروس تجعلنا دائماً نصل لبرّ الأمان بسهولة ويسر... نعم هذه هي القامة الوطنية التي نتفاخر ونتباهى بها في مجالس العظماء بانجازاتها المبهرة .. فإذا كانت بعض الدول تتفاخر بما تملك من عناصر القوة في المجالات الاقتصادية فأننا في أردن أبو الحسين نتفاخر بوجود أصحاب العقول وبراعة الفكر والمعرفة والإبداع أمثال عطوفة الأستاذ الدكتور نضال العياصرة الذي أنجز وأبدع في كل مواقع المسؤولية التي اعتلى منصاتها لما لديه من الثقافة الواسعة التي يمتلكها المشبعة بالرؤى والمعلومات جعلت من عمل المكتبة تدخل في إطار التنوير بكل ألوان الثقافة المعاصرة ... فأنجازاته ذات علامة فارقة على خارطة الثقافة الإيجابية في الأردن.. !
حمى الله الأردن وأهله وقيادته الهاشمية العامرة من كل مكروه. في ظل قائد المسيرة جلالة الملك عبدالله الثاني إبن الحسين المعظم أعز الله ملكة.