حقاً إن قلمي عاجز عن البوح بما يجيش في نفسي من مشاعر الأسى والألم ، وقد ازدادت المصائب تكالباً على قلوبنا ، وبإنسانيتنا الضعيفة نعجز عن تحملها ، ولكن نواسي أنفسنا اقتداءً بالرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ، وبريحانته فاطمة البتول رضي الله عنها وهي تقول : صبت علي ّ مصائب لو أنها صُـبت على الأيام صِرْن لياليا .
يستذكرني في هذا الشهر الفضيل شهيد المرض العقيد ((المهندس زيد الدبوبي)) أحد أركان سلاح الصيانه الملكي شخصية حملت في طياتها كل معاني الأخلاق الساميه والصفات الطيبه مهما تحدثت وزدت في الحديث لن اوفي هذا الرجل حقه فهو أيقونة العقل الذكي في أداء عمله والخبير في صنفه والمخلص المتفاني في أداء واجباته ولطالما وضع المرحوم بصمات جميله في سجل إنجازات سلاح الصيانه الملكي.. الجيش العربي.
أخي العزيز المرحوم زيد الدبوبي ..أبا ناصر
.. سلام من الله عليك وعلى روح متعب الدبوبي ، وعلى شهداء الواجب من أبناء قواتنا المسلحة الباسله واجهزتنا الأمنيه من عشيرة الدبايبه ((أهل العليا)) الذين ضحوا في سبيل رفعة الوطن ، أسأل الله الرحمة والجنان لكم جميعاًً في هذا الشهر الفضيل شهر رمضان المبارك ؛ وقد لحقتَ بهم سريعا ((ياأبا ناصر)) إلى جوار الله ، أذكركم فخيالكم يطوف بخاطري، أستودعكم الرحمن الرحيم ، وهو أرحم بنا من أنفسنا،ولا تضيع عنده الودائع ، وقد قال في محكم التنزيل : يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلى ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي .
اللهم لا نعلم هل سيبقى في العمر بقية ، ليكون لنا من يرثينا حين ننزل بجوارك بعدهم ، لا حول ولا قوة إلا بك يا مولانا، إنك أنت العلي العظيم، نسألك الرحمة لنا ، وأن تلهمنا الصبر، لك الحمد في الأولى والآخرة ، ولك العقبى وإليك المصير . نسألك أن تحسن ختامنا وأن تلحقنا بهم في مستقر رحمتك .