عليك تحيةُ الرحمن تترى برحماتٍ الله عليك ..في يوم وفاتك أيها الحبيب ومنذ أن نزل علي الخبر كالصاعقه وهو أمر الله لأمر لقضائه لا تنقطع فيهما المحاولة للكتابة عنك أبا صخر ، فوَفاء الصحبة وحده يلزمني أن أكتب عنك .. فرغم دأب المحاولة إلا أنى قد تأخرت، إذ أنني عوَّارٌ خوّار كشجرة العلب!! خواري أرجفَ مني القلم وشرَّد الكلمات وما كان حالهما يوماً علي إرتجافٍ أو هروب..
بأي كلمات أرثيك؟ وبأي دمع أبكيك..؟ وبأي لغة أكتب عنك؟
الكلمات ياصديقي تتلعثم ، وتُصيبها الرعشة، والرعدة، والوجل..
الدمع يسيل ناراً في محاجري.. النار تشب في جوانحي .. العبرات تختلج في صدري .. والقلب يتواثب كطائر متوجس مذعور..
الحزن يا أبا صخر يعقد لساني، ويعجم بياني، فالفاجعة أكبر من اللغة، أكبر من الدمع الذي في نفسي من الأسى ، شهدتُ مقاماً ما كنت له على إستعداد..فالمقام مقام إيمانٍ وإيقان بحقيقة الموت، ولي أن أستغفر سحراً من إيمان ٍ أصابه الدخلُ فلا يوقن حقاً بأن الموت قد يتصيدك حقيقةً..أبا صخر عذراً إن لم أوفيك حقاً أنت تستحقه ..فمصيبتُنا فيك أكبر من أن توفيه كلماتٌ عابرات، بل هو أجلُّ من أن توفيه سواجمُ الدمع.. فعذراً