مادبا- تعتبر حمامات قصيب في لواء ذيبان بمحافظة مادبا، محطة استشفائية، ونموذجا للسياحة البديلة التي تراهن عليها وزارة السياحة والآثار في ظل ركود السياحة الموسمية.
غير أن الحمامات تشكو من عدة نواقص، تثير استياء أهالي لواء ذيبان وزوارها الذين طالبوا الحكومة أن تمد يدها لهذه المنطقة لتكون نقطة جذب سياحي من داخل الأردن وخارجه، وذلك من خلال جذب المستثمرين وتشجيعهم على إقامة المشاريع لتساهم في تشغيل الأيدي العاملة المحلية وتخفيف وطأة البطالة في صفوف الشباب المتعطلين عن العمل.
وتشتهر حمامات قصيب بمياهها الجوفية الساخنة، فتحولت إلى قبلة المرضى للشفاء، والتي تبعد عن جسر منطقة الوالة في لواء ذيبان حوالي 20 كم2 والمتاخمة لحدود محافظة الكرك جنوباً، حيث تمتاز بمنتوج سياحي وأثري.
ويؤكد أهالي لواء ذيبان والزوار، أن الحمامات قبلة مرضى الأمراض المزمنة وتعاني من الإهمال الذي أحدق بها على مدار السنوات، واصفين حمامات قصيب بأنها المحطة الاستشفائية والنقطة المضيئة في هذه المنطقة الهادئة والساحرة لوجود الأشجار التي تهب نسائم الجبل المطل على هذه المحطة، والتي تقدم أفضل الخدمات لمرضى المفاصل وأمراض الحنجرة والأنف وآلام الظهر وغيرها من الأمراض المزمنة والمستعصية.
وأكدوا أن المياه الجوفية للحمامات مقوم أساسي لهذه الأمراض، إضافة إلى هواة رياضة المغامرة والتحدي وبخاصة رياضة تسلق الجبال الذين اعتبروها قبلة لهذه الرياضة وغيرها من الرياضات.
ويقول السيد محمد سلمان المناجدة الكعابنه أحد زوار الحمامات الاسبوع الماضي إن الحمامات لؤلؤة تحتاج من الجهات الحكومية مد أيديها لها لجعلها واحة استثمار من خلال جذب مستثمري القطاع الخاص وتشجيعهم لإقامة استثمارات فيها تسهم في رفع عجلة الاقتصادي والمساهمة بتشغيل الأيدي العاطلة عن العمل.
وبحسب المواطن محمد الكعابنه فإن الحمامات تشكو من إهمال كبير يتمثل أساساً في انتشار الأوساخ، ما يتطلب من الجهات المعنية الارتقاء بالخدمات حتى تكتمل الصورة الناصعة الاستشفائية.
ودعا المواطن الكعابنه وزارة السياحة والآثار إلى تنشيط السياحة البديلة في ظل الظروف التي تشهدها السياحة الموسمية من تراجع، مشيرا إلى ضرورة إحياء المناطق التي تشهد إهمالاً، ومنها حمامات قصيب التي تعتبر جزءا مهما في السياحة العلاجية والباحثين عن السياحة البيئية لخصوبتها الطبيعية الخلابة، قائلا إن الكنوز الطبيعية تبقى مهملة ولا تلاقي الدعم اللوجستي من الحكومة لجعلها منفذا استثماريا لا يقل أهمية عن باقي المزارات السياحية التي عملت وزارة السياحة والآثار على تأهيلها وتطويرها وترويجها ضمن المسارات السياحية.
ويقول المواطن محمد الكعابنه إن الحمامات تعاني من عدة إشكاليات منها صعوبة الوصول اليها حيث يحتاج الي ثلاثة ساعات سيرا" على الاقدام و وعورة المنطقة حالت دون جعلها منطقة سياحية على المستويين الوطني والدولي، إذ يوجد نواقص بحاجة إلى معالجة عاجلة من قبل الجهات، كما أن وسائل النقل خاصة في المساء تكاد تنعدم، وعلى الجهات المعنية العمل على تلافي هذا النقص، خاصة أثناء فصل الصيف، إذ طالما تذمر زوار هذه المنطقة من غياب وسائل النقل باتجاه منطقة الوالة.
ووفق المواطن الكعابنة ، فإن المنطقة تفتقر أيضاً إلى أنشطة ثقافية من شأنها أن تساهم في تنشيط الحركة السياحية، وذلك من خلال إقامة مهرجان ثقافي رياضي سنوي يساهم بإشهارها وتسويقها سياحياً.
ويضيف "من الضروري كذلك إبراز الدور الاجتماعي وتأثيره الإيجابي في حال تعاون المجتمع المحلي مع مشاريع التنمية السياحية والاقتصادية فيها، والتي تعاني من نقص الخدمات، وعدم وجود بنية تحتية سياحية تعمل على زيادة الزائرين للمنطقة وتلبي احتياجاتهم وتؤمن لهم استجماماً مريحاً.