قرأت قبل يومين خبر إحالة العميد الطبيب محمد الرقاد الى التقاعد، بعد عطاء وخدمة حافلة بالإبداع والأنجاز من الخدمات الطبية الملكية ، الى هنا فأن الخبر عادي وطبيعي جدا، ولكن ما هو غير طبيعي أن يكون هذا الرجل عالم من العلماء الذين دخلوا التاريخ من أوسع ابوابه ، وسطر أسم الأردن عاليا في مجالات البحوث الطبية ، فكان صاحب "متلازمة الرقاد" التي ضج العالم بأكتسشافها وأعتبرت خطوة كبيرة في التقدم الطبي العالمي وهو بالتالي ينعكس على سمعة الأردن الطبية وخصوصا العسكرية .
ولأنني أعشق "الفوتيك والعسكرية" فكان فخري به ومن ماثله من الأطباء العلماء عظيما "قد الدنيا" ، لأن اليد التي تمسك السلاح قادرة أنت تكون اليد التي تحقق الأنجاز المقرون بالأعجاز في مختلف المجالات وخصوصا الطبية ، وأستذكر هنا أبناء المشيرفة والاردن ككل الدكتور محمد الرقاد والدكتوره نانسي الرقاد حفظهما الله .
في مثل حالة العالم الدكتور محمد الرقاد ، وأنا هنا أضع رأي شخصي، لا أعتقد أن مكانه التقاعد أو القطاع الخاص أو الهجرة لدول أجنبية ، فأمثال هؤلاء البقاء في مكانهم خدمة للعلم الذي جعلوه "علم أنساني" أردني عسكري بكل الفخر ، وكنت أعتقد أن أمثال هؤلاء مكانهم مراكز الأبحاث الطبية ، تكون نتاجاتها للوطن وسمعته مثلما ننظر اليوم للدول الأجنبية طلبا لأعلانها عن لقاح الكورونا، وفي يوم كانت تلك الدول تنظر لنا لاكتشاف "متلازمة الرقاد" كحدث طبي عالمي وهو ما حدث على يد هذا العالم الدكتور محمد الرقاد.
أخي العميد الدكتور محمد الرقاد وكما جرت العادة في قرانا وبوادينا نقول لمن يحال الى التقاعد " يعطيك العافية وكفيت ووفيت " ولكن للأمانة والأنصاف فقد خسرك الوطن وليس الخدمات الطبية الملكية ، ودمت حرا مبدعا أيها العالم البلقاوي الأردني الأشم، وسأفتخر أنك يوما ما كنت من علماء وأعلام وطني.