كلما أومات الى الماضي وعدت اليه كغريب عاد لقريته مع بسمه الفجر وتنفس الصبح تذكرت السنين الخوالي والغوالي ...كنا صغارا ..يا ليتنا لم نكبر ...كانت احلامنا صافيه ..لم نتلون ولم تتلوث ..كنا نطارد أعشاش العصافير ..وكنا نحفر بيوت النمل في موسم البيادر وهى تسحب بعض حبات القمح لبيوتها لتامين قوتها في شتاء قارس قادم ..كانت القري جميله وتسحرك بلذه في سكون الليل ... كانت الارض تعطي الكبرياء والسنابل ...التصقنا فيها وتمسكنا بها وعندما رحلنا عنها قالت لنا لاتهاجر وعلى نفسك من نفسك حآذر ..كانت بيوتنا عامره برائحه البن ..وكانت قدورنا ملئيه بالعيش والثريد ...كنا نعيش في صفا ونقاء ..كانت الفزعه فينا والنخوه والكرم ...كنا نصبر على وجع السنين ونتلثم بالحلم في زمن الجدب والقحط ...وجع على وجع ...ومع ذلك كنا حامدين شاكرين ...اليوم الحال ابلغ من الكلم والوصف يضيق لان حجم الرؤيه متسع ....