يسود عمل الدوائر في القطاعين العام والخاص العمل المؤسسي او ما يسمى العمل التعاوني بين الافراد و داخل المؤسسات بهدف الوصول بالمؤسسات الى الريادة في العمل من خلال تعددية الموارد و التخصصية بدلا من العشوائية والتخبط في القرارات والوضوح في الرؤية من خلال برامج وخطط ممنهجة ومستدامة ولها اثر كبير على الافراد والمؤسسات بالاضافة الى تعزيزالتعاون بين القائمين على هذه المؤسسات .
المؤسسات العامة والخدماتية والتطوعية تعمل ضمن فريق عمل متخصص في مختلف الجوانب , ويعين في كل مؤسسة قائد او مديرا ويكون صاحب القرار في مايتعلق بتنظيم عمل المؤسسة في مختلف الجوانب , وهو المسؤول الاول والاخير امام القيادة العليا و المرؤسين وامام المجتمعات المحلية , ويساعده في ادارة هذه المؤسسات افراد بمناصب مختلفة من مساعدين ورؤساء اقسام وفروع ويحدد لهم مهام انجاز العمل بكفاءة ومسؤولية كل ضمن اختصاصه نتيجة الكفاءه العالية التي اكتسبوها في مواقعهم مع مرور الوقت وتدرجوا في العمل حتى وصل الى وظيفة مساعد او رئيس قسم او فرع .
المساعدون ورؤساء الاقسام او الفروع في المؤسسات يعتبروا مستشارين امام القادة او المدراء من مختلف النواحي التي تتعلق بسير العمل واهمها : الادارية والفنية والقانونية والاخلاقية والانسانية من باب التخصصية والمعرفة العميقة والكفاءة العالية في العمل , وكل ما يصدر عنهم من تنسيبات او دراسات او مقترحات تنفذ كما هي نتيجة الثقة العالية بهم واحيانا قد يطالها بعض التعديلات الشكلية من باب ان اصحاب القرار لهم خبرة في التخصص.
اليوم هناك العديد من المؤسسات يسجل بحقها اخطاء ومخالفات تتعلق بادارتها , ومنها ما تطال المجتمع المحلي بكافة مكوناته نتيجة القرارات الخاطئة غير المبنية على معايير واسس علمية , ولا يسودها العدالة والشفافية والمصداقية ويتحمل فيها القادة والمدراء المسؤولية الكاملة بالوقت الذي يجب ان يتحمل المستشارون من رؤساء اقسام وفروع جزء كبير من المسؤولية لكون هذه القرارات تم اتخاذها بناء على تنسيباب وتوصيات منهم .
من اقوى التحديات التي تواجه عمل المؤسسات عندما تجد رئيس قسم او فرع غير مؤهل بالشكل الامثل و تبوأ المنصب بالواسطة او المحسوبية او الخدمة الطويلة , وقد يكون فصل له المنصب بطريقة او باخرى , ويمارس عمله كمستشار ويضع التصورات والاقتراحات,والخطط والبرامج , والكارثة الكبرى عندما ينصاع له القادة او المدراء ويعملوا باستشاراتهم التي قد يكون جزء منها مبني على تنفيعات او مصلحة شخصية لصالح فرد او مؤسسة , وهؤلاء الاشخاص لديهم المقدرة على الاقناع باساليب احترافية وصولا الى تحقيق مبتغاهم .
وبالتالي تؤثر هذه القرارات بشكل سلبي على الموظفين في تلك المؤسسات من حيث ضياع حقوقهم وتاخير العمل وقتل الابداع والتميز وغيرها من الامور , والطامة الكبرى ان القائد او المدير مسؤول مسؤولية مباشرة امام كل الجهات المعنية عن هذه الاخطاء او المخالفات , ويصبح حديث الساعة ومثالا لسوء الادارة والتخبط والعشوائية , ناهيك عن ان الكثير من الاخطاء اطاحت بمدراء وقادة تعبوا وتميزوا وسهروا الليالي , الا انهم كانوا ضحايا مستشارين يعتليهم الغرور والمزاجية والمحسوبية .
القائد او المدير الفذ والحكيم والناجح يدرك جيدا ومع مرور الوقت من هو الموظف المتميز الذي يتقن عمله بالشكل الامثل من خلال متابعة سير العمل في مؤسسته وخارجها ومدى العدالة والشفافية والمصداقية لدى هذا الموظف في تعامله مع زملائه والاخرين , وكذلك مدى انجازه العمل بالوقت المناسب وتعميمه لتعم الفائدة على كل الجهات المعنية بكل امانة واخلاص ومسؤولية .