عندما يكتب سيد القلم حمادة الفراعنة مقالأ موزوناً مقدراً، نعلم جميعأ بأن الموضوع في غاية الأهمية ، كونه نابع من حسه الانساني والوطني والعقلاني ، فهو لا يكتب لأجل الشهرة والتملق أو بهدف الوصول إلى منصب ما أو لمصلحة شخصية.
تناول الفراعنة موضوع نقل القس سامر عازر ، معرباً عن اعتزازه بالكنسية كما احترامه للمسجد ، وكون عازرنجح في تأسيس خيمة ثقافية وطنية كسابقة فريدة من نوعها والأولى على مستوى الأردن، تلك الخيمة التي جمعت المسلم والمسيحي وجميع الأطياف من مكونات الشعب الأردني، لم تفرق بين مسيحي ومسلم وأردني وفلسطيني ويساري وقومي ... ولم تفرق بين سعادة القس مصطفى أبو رمان وسعادة الشيخ سامر عازر كما كان لي الشرف باطلاق هذه العبارة من خلال امسية رمضانية قام بها سعادة القس سامر عازر.
فراعنة الذي قال جملته المشهورة عندما شارك بإحدى الوقفات الاحتجاجية وهي " لا مسجداً ولا كنسية قاما بدعوتي للتحدث عن القضية الفلسطينية إلا الخيمة الثقافية ذاك المنبر الثقافي الديني الوحيد الذي استضافني بإلقاء محاضرة.
نحترم القرارات ونحترم رجال الدين فهم حملة الأمانة وثقة الناس بعد الله سبحانة وتعالى . ولكن قراراتهم ليست بالمنزلة طالما أنها صادرة من بشر وإن كانوا من رجال الدين، بمعنى الخطأ البشري وارد.
عازر، لا تربطني به أي مصالح شخصية أو حسب ونسب كوني مسلمة وهو أخي في الانسانية. بل ما ربطني مع عازر وما أعلم عنه بأنه قامة دينية وطنية فكرية تنويرية ، وقلما نجد هذه الصفات في شخص كشخصية دينية مثل سامر عازر.
وقفنا كمسلمين ومسيحيين بوقفات احتجاجية لمرات عديدة، وكتب ما كتب من اعتراضات على نقلة وفصلة من الكنيسة اللوثرية / ام السماق، إلا أن هذه الاحتجاجات والمقالات جميعها ضربت بعرض الحائط، وبرد من البعض بكلمات لا تشفي الغليل ولا تسمن ولا تشبع من جوع ومنها" لا تعلمون السبب الحقيقي وراء نقل القس .
اتفهم هذه العبارة حيث تستخدم عندما يكون القرار هشاً وضعيفاً وبدون مبرر عبارة عن قرار كيدي وتعسفي ، كما تستخدم كشماعة لتعليق ما نريد تعليقة.
إذا كان لدى القس قضايا فساد مالي فهناك من الاجراءات القانونية يجب أن تتخذ بحقه وبكل شفافية، لأن عصر الطبطبة قد ولى ، وإذا كان هناك فساد أخلاقي لا قدر الله فأيضاً هناك اجراءات بالسياق ذاته، وهما أخطر قضايا في العمل؟ إذن أليس من حق الرعية والقس معرفة الأسباب، أليس من حق من تفيء بظلال هذه الخيمة وارتوى بفكرها أن يعلم ما هي الآسباب؟
لم هذه التحدي والتعنت؟ لم المجاهرة بالخطأ والخطيئة؟ ولم ضرب مطالب الرعية بعرض الحائط، ولم تشتيت اسرة وتدميرها واعتباره امرأ طبيعياً...
أنا أعلم أذا وقع ظلم على أي منا يذهب إلى رجال القانون أو رجال الدين لانصافة، فكيف أذا وقع الظلم من رجال الدين، ما العمل؟؟؟
نرجو من الله إعادة النظر بقرار الفصل والنقل، وعودة الخيمة الثقافية لأننا أكثر ما نحتاج إليه في ظل هذه الظروف الصعبة هي الللقاءات الفكرية والثقافية، والوحدة الوطنية وتمكين الجبهة الداخلية، حيث كانت الخيمة معلما ومنبراً ثقافيا مميزأ.
لا تحبطوا النجاحات، ولا تحاربوا الناجحين ، سئمنا من القرارات العشوائية غير المبررة.