امتلاءت في اجواء الأردن أجواء التشاؤم ، فهناك من يصنعها وهناك من يحملها ، استغباء يزاحمه جهل مطقع ، وأصبحنا نردد ما لا نعلم ، نتسابق في نشر أخبار ووقائع دون التأكد من صدق المعلومة الصحيحة ، نهاجم بعض ونناكف بعض دون أي سباب لنسميها بالسبق الصحفي ، اي وطنية ندعي وفي صدورنا غل وحقد دفين ليس للقرارات وإنما للأشخاص ، وجعلنا الأردن في غياهب الجب، اي وطنية ندعي ونحن نحرق أوراقها وتاريخها ، اي وطنية ونحن نشكك في الإنجازات وندحض قدراتنا وامكانياتنا ونشكك في وفاء بعض ، ونهدم بيوت العنكبوت التى نسجها الآباء والأجداد ، ونحفر خنادق في طريق نهضتنا ، لندعى اننا على صواب وغيرنا على خطاء ، متى تتشابك الأيدي فالاردن جريح من أبناء جلدته ، نتطاول ونضع العقبات ، وعتباتنا ملجأ يتمناها الغير ، وأصبحنا ممنهجين للغير اغرتنا أموالهم ونسينا أن أطفالنا واحفادنا سيعيشون في الأردن (لا سمح الله) مذلولين مكسوري الجناح من أفعالنا وعدم درايتنا بعواقب ما نفعل ، دعوا المركب يسير وقطارنا على السكة ينهج ، فلا تهلكوا مقدرات الوطن وإنجازاته ، ولا تشعلوا فتيل الأزمة، فالاردن أمانة في أعناقنا جميعآ ، ضع لبنه وانا أضع لبنه لنبني جدارآ منيعآ لا تخترقه الوعات ولا الألم ويبقى منيعآ على أعداءه .