في الأفق شح مائي قادم يواكبه مؤشرات شح غذائي عالمي، والتغير المناخي يسود المشهد، بينما الوباء كورونا لا يفارق العالم ليثقل على قطاعات حيوية كالسياحة والتجارة، ويضغط على الإقتصاد بعرقلة قطاعات الصحة والتعليم وطبيعة سير الحياة، وتعصف البطالة والفقر في المحافظات وتتنامى لتزيد الإحتقان، بينما المشاريع الإقتصادية الحيوية المؤملة كالعقبة الخاصة والمناطق التنموية والصناعية تراوح مكانها وشركات التطوير تفعل الأمر ذاته.
الجفاف الخطير ونقص موارد المياه ونفاذ مخزون السدود وإنحباس المطر لن ترحم المزارعين، وهم نسبة كبيرة من المجتمع، وأمر الأمن الغذائي الوطني إذن بحاجة للمراجعة، كل ذلك فضلا عن الأولوية الأولى وهي مياه الشرب.
كأولويات وطنية اليوم تأتي أمور بشكل متسارع وملح، وتحتاج حلول وقبل فوات الأوان، وتلخص بنقص الإيرادات والسيولة، الشح المائي وآثاره الكارثية، الأمن الغذائي بشقيه الإنتاج الوطني ونقص الغذاء عالميا وإرتفاع أسعاره، كل ذلك إضافة إلى ملف (قديم جديد) حساس وخطير وهو الفقر والبطالة وما يتبعها من مظاهر إجتماعية باتت تعصف بالمجتمع.
أمام هذه الأولويات فمشروع الملك النهضوي دولة الإنتاج والإكتفاء الذاتي يعود للواجهة من جديد، وينقصه خطة تنفيذية تختصر في خمسة أعوام، مع التحديث بالأخذ بالمستجدات، ومزاوجته مع مصادر التمويل (وهي ممكنة جدا ولدينا كافة تفاصيلها)، والأهم من ذلك بث فكر وطني شامل لإيجاد عقل وطني جمعي، ليعمل الجميع على إنجاح المشروع النهضوي بخطته التنفيذية الخمسية، والذي يشكل الفرص الأخيرة للنجاة.
جلالة الملك الذي تسلم مؤخرا مخرجات اللجنة الملكية لتحديث المنظومة السياسية، وكذلك خطة الحكومة لإنعاش الإقتصاد، وفي ضوء كافة المستجدات، فهل سيعيد مشروعه النهضوي دولة الإنتاج للواجهة، ولكن هذه المرة لغايات التنفيذ؟
حمى الله الوطن وقائد الوطن وشعب مملكتنا العزيزة،،،