الجرج القديم الجديد ، والجرح الذي لم يلتئم بعد ، منذ أن قام الطبيب الألماني النطاس عام 2011 في العاصمة البحرينية المنامة بإجراء عملية ديسك ، والجميع بهدوء لأن الطبيب أجنبي وليس عربي، ليقع بخطأ طبي فاحش أدى إلى شلل في الأطراف السفلية للفنان الأردني الشاب الجميل المتألق المندفع وعاشق الحياة عامر الخفش ..عاد الطبيب بسلام إلى بلادة دون حساب ولا مساءلة.
منذ ذلك التاريح بدأت رحلة المعاناة والعذاب ، لم يدرك الطبيب بأنه قطع أوتار العود وكسر الروزانا ودبلت الرمانة ،
لم يعلم الطبيب بأن دمر عائلة بأكملها وغير مسار حياتها ، وأوقف قلب والد الفنان. حينها تمزق قلب عامر على حرقة الفراق .
لم يعلم الطبيب بأنه قتل حلم شاب طموح مبدع ، وقطع عصب الغناء والفن والفرح، بقطعه عصب الحركة الى مريضه..
الخفش الذي صارع الحياة وتحدى الإعاقة عاش ليالي الحزن والوجع ومرارة الفقد، تحمل آلأم ومآلات العملية الارهابية .
لم يفقد الخفش الاحساس والحركة فقط بل فقد قدرته على التفكير بالحدث المهول الذي غير حياته رأسأ على عقب.
الخفش المبدع ابن الاردن البار وعاشق فلسطين كسر بإرادته القوية وتحدى الاعاقة ليبدع من جديد في مكان ولادته البحرين بعدما ضاقت عليه الدنيا بما رحبت. عامر ذاك الفتى الذي يشبه القمر صمد أمام أشعة الشمس الحارقة واستمد من خيوطها الضوء والنور ..
عاد الفتى الجميل إلى البحرين بعد رحلة علاج في الأردن ليستقر هناك ويبدأ رحلة العمل في الاخراج والفن بنكهة خاصة مختلفة ممزوجة بالآهات والنجاحات والألم والأمل.
استضاف الأردن موخرأ مهرجان الأردن المسرحي (28) الذي حمل اسم الفنان الأردني الراحل جميل عواد إذ لم تبخل على ابنها وفنانها لدعوته إلى عمان عاصمة الثقافة والفن ، وكم كان سعيدأ لعودتة إلى أحضان عمان بمشاركة وطنية فنية وعربية، وأعرب الخفش عن امتنانه لمعالي وزيرة الثقافة السيدة هيفاء النجار الذي تربطه معها تاريخ من العمل منذ سنوات.
الخفش ( دوق الصحراء ) قصة نجاح يجب أن تنشر وتعمم ، الخفش من حقه أن يجد الحاضنة الفنية للإستفادة من خبراته وتحدياته في أحضان وطنه لأجل الانسان والإنسانية. الخفش مشروع ابداعي بذاته يستحق التقدير والرعاية .
مع امنياته له بالشفاء العاجل ومزيدا من المثابرة رغم الألم والوجع، وأنت أيها الطبيب البارع عش بسلام وهدوء، وإلى حلقة أخرى من حلقات الأخطاء الطبية القاتلة ..