أهَّمُ عنصرٍ في حياتنا البشرية أنْ نعيشَ على أملِ الرجاءِ بأنّ الله سوف يُنهي آلامنا وأحزاننا وكلَّ أتعابنا. فعالمنا الذي نحيا به رغم كل ما يملئُه من جمالٍ وحبٍ إلا أنَّهُ عالم يفتقر إلى الكمال والصفاء والنقاء، فعدالة الأرض نسبية وأما عدالة السماء فهي كاملة. لذلك نتوق إلى عالم السماء الذي يحقق فيه الله كامل مشيئته السماوية ويسود فيه العدل والحق والمساواة ويحيا الجميع بأمن واطمئنان.
ففي هذا العالم ستبقى العدالة منقوصة وسيبقى مليئ بكل أشكال الإختلالات غير المنطقية لأنَّ الطبيعة قد أُخضعت للبُطل بسبب الخطيئة التي دخلت عالمنا وشوّهت كل شيء، فمشتهى الأشرار هو لمزيد من الشر والتنفُّع والشهوة على حساب المبادئ المثلى والقيم والعادات المستحبة التي تُعمّق الأمن المجتمعي والسلام الإستقرار. وأهم ما نحتاج إليه لإصلاح عالمنا هو مفهومٌ تربويٌ روحيٌ وتعليميٌ لترسيخ القيم والمثل العليا السامية التي لا غنى لأحدٍ عنها، وكذلك إلى قضاءِ عادلٍ نزيهٍ، قاعدته العدل بين الناس من غير تأثير من أحد بل الإرتكاز على القانون وإلى حكم المنطق الصحيح.
لذلك يبقى الصبر أهم عامل في حياتنا للثباتِ على الإيمان والرجاء والمحبة، وليس معنى ذلك التخاذل والإستسلام بقدر ما هو الإصرار على المضي قدماً في طريق الخير والصلاح ودرب المحبة والإصرار على النجاج مع الثقة بأنَّ ربَ الصلاح سوف يحقق يوماً ما نصبو إليه، وأنه سوف يحرر عالمنا من كل شر أو شبه شر وَيُكمّلَ خليقته الجديدة التي تسير وفق هَديِهِ وإرشاد روحه القدوس.
فدعوة السماء لنا أنْ نثبت على أُسسِ إيماننا التي تدعونا لعبادة الله العبادة اللائقة والصادقة، وإلى العيش وفق منظور المحبة مهما شاع في وسطنا من شرورٍ وحقدٍ وضغينة، وفوق كل شيء أن نتسلح بالرجاء الحي الواثق بتحقيق مواعيد الله وإرادته تجاهنا.