الشخصنة المسئية التى نراها هذه الأيام في اوساطنا المجتمعية وفي صالوناتنا السياسية وفي الشوارع والازقه ، تبتعد كل البعد عن المضمون والإنجازات الحقيقية لمعطيات المرحلة ، وذهبنا نحو رغباتنا الشخصية ، والطعن في النيايات وكانها حقائق ، اوجدناها وحللناها بالطريقة التى نراها ، دون أن نملك زمام الأمور ، ومفاتيح الأبواب ، وتقديم الاستنتاجات حول الأهداف ، وربما من خلال حديث الشخص أو نظاراته ، بغية تشوية الحقائق اوتشويه الشخص أمام أنفسنا والعامة ، بحجة الوطنية الزائفه من البعض ، لتحقيق اهدافهم ومرادهم وتصفية الحسابات من خلال التضليل والبهرجة الإعلامية، والنظرة الاحادية للأمور .
أين الحلول؟ وين مقترحاتكم وطريق النجاة التي تتحدثون عنها ؟ طالم غضبتم ، أين كنتم عندما ضاق الأردن وقيادته وحكومته وشعبه في جائحة كورونا ، أين مساهماتكم وافكاركم في تخطى الصعوبات والضغوطات ، فعندما نتحدث عن الفساد والمفسدين وعن سؤ الإدارة ونهج الإصلاح ، يجب علينا أن نحارب أنفسنا يا سادة ، ونتعارك معها ، ونضع جملة مفيدة متكاملة ، لنعي ما نقول ، فتركيب الجمل وتنميقها وبهرجتها في هذا الوقت لا يتلائم مع واقع الحال ولا الزمان والمكان ، فاحياناً لا تكون الحروف والكلمات (جملة) تحمل المصداقية ، ويكون هدفها الشخصنة والخروج عن طريق الصواب ، والسعي من أجل أمر في نفس المتحدث .
أصبحنا تحت عباءة وسطوة أفراد لا افكار ومقترحات وحلول ، وتجاهلنا ما هو مهم ، إلى أمور ومنافع شخصية ، وأصبحنا ممنهجين للغير اغرتنا اقولهم ونسينا الحقيقة والواقع ، احترفنا التضليل والهيمنه ، ونسينا كل جميل في طننا .
دعونا من الانتقائية والمناكفات والشخصنة ، فالتاريخ لا يعيد نفسه ، لا بأشكاله ولا بمجسماته المختلفة ولا بشخوصه المتهالكه ، فهناك فرق بين من يكتب الحروف ليتابعه الألوف، وبين من يكتب الحروف لينشر المعروف، فالأول أسيرٌ لمراد الناس، والثاني أميرٌ وإن لم يعرفه الناس .