سيراً على النهجِ الهاشمي الذي يُجسِّد أروع الصور الأردنية في المحبة والتآخي والوئام إلتقى جلالة ملكينا عبد الله الثاني ابن الحسين المعظم يوم أمس الثلاثاء 2021/12/21 في قصر الحسينية العامر برؤساء وومثلي الكنائس المسيحية في الأردن وبصحبهم نخبةٌ من وزارة الأوقاف الأردنية ودائرة الأوقاف في القدس الشريف لمعايدتهم بعيد الميلاد المجيد.
هذا اللقاءُ الملكي الهام رغم اكتظاظ برنامج صاحب الجلالة وبشكل سنوي إنما يعكس حقيقة الرسالة التي يجسدها الأردن بقيادته الهاشمية المباركة ومنذ تأسيس إمارة شرق الأردن بأن جميع الأردنيين مسلمين ومسيحين هم أبناء جدٍّ واحد، فلا فرق بين الأردنيين بإنتمائهم الديني لأن,َّ الدين هو لله وهو يجسد أروع قيم الإنسانية والمحبة والعطاء والتضحية، فالحديث عن الأردن هو حديث عن وحدة وطنية تَجِدُ في جوهر الدين مدعاةً لحُّبِ الوطن وحب القيادة والتضحية بالغالي والنفيس في سبيل إعلاء شأن الوطن الذي يَجِبُ أن يظّل شامخاً رغم من قوى الشد العكس والطابور الخامس الذي يسعى لزرع بذور الفرقة والفتنة.
ومظاهر الإحتفال على الأرض الأردنية تعّم كلَّ أرجاء الوطن حيث أصحبت شجرة الميلاد رمزاً وطنياً للإخاء والمحبة والتكافل والتعاضد، توحدنا تحت ظل أغصانها المباركة لتكون أعيادنا مناسبات للفرح والتكامل والتراحم والمحبة، فتزيدنا ولاءً وانتماءً ليبقى الأردن واحة أمن واستقرار ويواصل مسيرة البناء في تعزيز قيمة الحرية والمساواة والعدالة.
وتقديراً لجهود الكنيسة الأردنية بتعدد وتنوع تراثها ودورها الريادي في خدمة الوطن روحياً واجتماعياً وتربوياً وطبياً وخيرياً وثقافياً أنعم جلالتُه بوسام مئوية الدولة على مجلس رؤساء الكنائس في الأردن، لما لهذه الكنائس الأردنية الوطنية الأصيلة دورٌ في حمل مشعل خدمة جميع الأردنيين وغير الأردنيين وزرع بذور المحبة ونقل أجمل صور الوئام الديني والعيش المشترك والتآخي ودور قيادتنا الهاشمية المباركة في الحفاظ على الوجود العربي المسيحي الأصيل ورعاية المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس والحفاظ على الوضع القانوني والتاريخي القائم فيها.
ومجمل القول هو التقدير الملكي الهاشمي للدور الهام الذي تقوم به الكنيسة المسيحية الأردنية وبأنّ أبواب الديوان الملكي العامر ستبقى دائماً مفتوحة للتواصل والتعاون لما فيه خير الأردن ورسالته الإنسانية.